المجلة الأدبية في تشيكيا: النظام الإقطاعي السعودي يواجه جملة من المشاكل

أكدت الصحفية تيريزا سبينتسيروفا أن النظام الإقطاعي السائد في السعودية يواجه الآن جملة من المشاكل والتحديات لم يسبق له أن واجهها من قبل بهذا الشكل، مشيرة إلى أن الحفاظ على الديكتاتورية القائمة في السعودية عن طريق الحقن المالية وتصاعد القمع لم يعد كافياً.

وأشارت في تحليل لها نشرته في الصحيفة الأدبية إلى أن الحفاظ على ديكتاتورية الأسرة الحاكمة قد كلف السعودية العام الماضي 5,265 مليار دولار، أي أكثر بنسبة 52% من الوضع الذي كان سائداً في عام 2010 أي قبل اندلاع ما سمي بـ(الربيع العربي)، ولذلك فإن صندوق النقد الدولي نبه مؤخراً إلى أن تنامي هذه النفقات سيجعل السعودية تعاني عجزاً في ميزانيتها قريباً، وأن الحاجة ماسة إلى إجراء إصلاحات فيها.

ورأت أن سقوط الحكومة اليمنية مؤخراً يعتبر إحدى المشاكل الحادة التي تهدد الآن موقع الإقطاعيين الحاكمين في السعودية ويجبرهم إلى إعادة التفكير بأن العالم أصبح متعدد الأقطاب.

وأضافت أن التطورات الأخيرة في اليمن قد أظهرت عدم فعالية النهج الذي اعتمدته السعودية في حل أو إثارة المشاكل عن طريق توزيع المليارات، وأنه تم بهذه التطورات إعطاء انطباع واضح من القوى الإقليمية المؤثرة، ولاسيما إيران بأنه يتوجب على السعودية أن تركز على حل مشاكلها وعدم الاستمرار بالمساهمة في إذكاء النزاعات في سورية والعراق.

وأشارت إلى أن السعوديين تقلقهم الآن بقوة التطورات في اليمن، لأن تدفق مئات الآلاف من اليمينيين الفقراء إلى السعودية التي تملك حدوداً مفتوحة مع اليمن طولها 1400 كم، يمكن أن يكون آخر نقطة تعجل في إحداث التمرد في السعودية، لاسيما إذا ما تدفق مع اللاجئين عناصر من تنظيم القاعدة.

وأشارت إلى أنه يدور صراع داخلي غير معلن في السعودية داخل الأسرة الحاكمة، وتستمر السعودية في احتلال البحرين عسكرياً، فيما تنفق المليارات على مصر كي تخرج النفوذ القطري منها، أما في سورية والعراق فهي غارقة إلى رقبتها فيما يجري فيهما، ولاسيما من دعمها للقوى المتطرفة.

وأشارت إلى أن السعوديين العاديين يقولون إن القتال الجاري ضد ما يسمى بالدولة الإسلامية من وجهة نظر العائلة الحاكمة في السعودية هو قتال ضد الذات.

وأشارت إلى أن قلق وتوتر السعوديين قد ازداد بعد اختيار الأمريكيين سلطنة عمان كوسيط للتقارب مع إيران، وترك الرياض في فراغ معلوماتي. كما ازداد قلقها الآن من  بدء حديث وسائل الإعلام الأمريكية الآن، وبشكل صريح، عن أن التحالف الأمريكي مع السعودية لا معنى له، ويجلب ضرراً للأمريكيين أكثر من المنافع.

العدد 1107 - 22/5/2024