الحب للآن

يتوقعون كما كان، نظرة.. فابتسامة.. فلقاء يبدأ بعده حب ويكون ارتباط.. هذا حال الحب في الزمن الماضي، لكن مفهوم الحب تطوَّر اليوم ليتعدّى حدود الماديات، فبات المهم كم تملك في جيبك وكم تستطيع أن تدفع ثمناً لهذا الحب وكم وكم.. إنه الحب في زمن المصالح.

يأتي زمن الحرب، وتعود ذكريات الحب، ويصبح جيل الشباب يتمنى أن تكتمل نظرته وابتسامته دون أن يفقد من يحب تحت صفارة الإنذار بوجود قذيفة تسقط هنا وأخرى هناك.. كم منهم فقد حبيبته؟ وكم من فتاة فقدت حبيبها وذهبت أحلامهم الوردية بين شظايا القذائف وتوتر الأوضاع التي جعلت أحد الطرفين يترك الآخر على أمل اللقاء به من جديد في بلد آخر؟ أو يبقى اللقاء فقط في الذكريات وخلف الأعين المغمضة السارحة في الخيال.

أصبح معظم الشباب اليوم يريدون حباً دون ارتباط نتيجة للتردي الاقتصادي والخوف من المستقبل المجهول الذي تجسده حال فتاة أحبت شاباً رغم الأوضاع وصغر سنها، تُوّج الحب بالزواج، وفي يوم خرج الشاب ليجلب ما يريد ابنه الذي زين حياتهم الزوجية.. ما النتيجة؟؟ أصبح ورقة علقت على الجدران لتخبرهم أنه ذهب وبقيت ذكراه فقط، وبقي ابنه دون أب مع أم صغيرة أرملة لا شيء في يدها تفعله سوى العودة إلى منزل أهلها مع حفيد لا يدري ما حدث.

الشباب اليوم لا شيء لديهم ليجعلوا أسس الحياة الزوجية تكتمل، فمعظهم فقد منزله أو عمله جراء العنف، وباتت حالتهم المادية أصعب من قبل، وأضحى ما نريده اليوم لتأسيس جزء صغير جداً يلتم شمل الحب به تحت سقف يجمعهم دون أن يهدم في أي وقت حلماً يتحول لأمل بعيد المدى، ليمسي الحب اليوم كما لو أنك تحمل بيضة تبحث عنها فتجدها ولكن إن وقعت فجأة تكسر ولا تجبر.

العدد 1105 - 01/5/2024