أقوى سبع نساء لعام 2014

كان لتلك المبدعات السبع كبير الأثر في مجال التقانة والرعاية الصحية ونظام الحكم، حيث عملت أفكارهن على تغيير الطرق التي نعتمدها للقيام بالأعمال والمشاريع، ولمواجهة القضايا الأكبر التي تتمثل بالأمن القومي والانحياز بناء على الجنس والفقر في أنحاء العالم وكذلك وضع المجتمعات الناشئة عموماً.

ميشيل ويزلاندر كوايد

المرأة التي عملت على بناء الجسور بين الأطراف، موظفة تنفيذية في شركة غوغل تعمل عمل صلة الوصل مع القطاع العام.

لم يُعرف عن حكومة الولايات المتحدة تميزها بالفعالية أو السرعة، ولكن خلال عمل ميشيل ويزلاندر كوايد لمدة عشر سنوات في مختلف الأجهزة الأمنية الأمريكية، ويشمل ذلك قيامها بشغل منصب مديرة المخابرات الأمريكية ووزيرة الدفاع، كانت هذه المرأة تلعب دور المرأة المبادرة في كل تلك المجالات والمناصب التي شغلتها، إذ قامت بإعادة تنظيم الأمور في تلك الأجهزة، وذلك حينما تخلت عن البرامج والأجهزة القديمة، وأقنعت العاملين معها بالتعاون مع المؤسسات عبر الأدوات التي تعتمد على الشابكة. ويمكن القول بأنها تعاملت مع كل جهاز من تلك الأجهزة كمؤسسة ناشئة، فعملت على نقل تلك المؤسسات الحكومة المحنطة التي عملت فيها نقلة نوعية.

وقد لفتت جرأة هذه المرأة انتباه شركة غوغل، فتعاقدت معها خلال عام 2011 وهي تعمل حالياً فيها كرئيسة لموظفي التقانة في قسم القطاع العام.

 بعد نيلها إجازة في الفيزياء والهندسة وشهادة الماجستير في البصريات، انضمت ميشيل إلى شركة تجارية حيث قامت بتقديم خدماتها للزبائن والمشاريع التجارية والحكومة، ولكن بعد أحداث 11 أيلول طُلب منها أن تعمل لدى الحكومة للمساعدة في محاربة الإرهاب.

أما آخر جهودها فقد انصبت على سلسلة من البرامج التي أبقتها مفتوحة أمام المطورين (وليس فقط شركة غوغل)، لتبين لهم كيف يمكن التوصل إلى منتجات بناء على تقانة غوغل التي تعتمد على المصدر المفتوح بالشكل الذي يتناسب مع حاجات الهيئات والمؤسسات الحكومية، حيث تعتمد فكرتها على أن التعاون بين المؤسسات الحكومية والشركات التقنية يمكن أن يثمر وتنتج عنه علاقات طويلة الأمد يستفيد من خلالها جميع الأطراف.

رنا القليوبي: المترجمة تقنية التعرف على التعابير الوجهية تضع عملية التسويق على المحك

بوسع هذه المرأة أن تقرأ وجهك كما تقرأ كتاباً أمام ناظريها، أي أنه يمكنها ببصيرتها النافذة أن تعيد كتابة قواعد حالة مشاركة الزبون.

كانت رنا القليوبي وزميلتها في مخبرMIT  الإعلامي روزاليند بيكارد من خرجتا بفكرة مشروع أفيكتيفيا الذي أقيم في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، والذي يعتمد بصورة أساسية على دمج نظام أفديكس لترميز الوجوه بتقنية التعرف على التعابير الوجهية بصورة مؤتمتة، وذلك لقياس وتفسير الاستجابات الانفعالية التي يبديها الناظر عند رؤيته للعلامة التجارية، أو الحملة الإعلانية أو غير ذلك من المواد ذات المحتوى المرئي الرقمي، حيث يعمل هذا النظام على سبر أدق الإشارات غير المنطوقة، لكشف ما يفكر به الزبون حيال البرنامج أو المنتج.

كرست هذه المرأة عملها لرفع سوية التقانة بما يحسن من عملية التواصل بين الأشخاص والتعبير عن ذلك. غير أن نظام أفيكتيفيا قد خرج عن مسار أبحاثها ليصل إلى أنه يمكن لتقنيات ترميز الوجوه أن تساعد المصابين بمرض التوحد على اختلاف درجة إصابتهم.

وقد قامت رنا وزميلتها بيكارد بإطلاق مشروع أفيكتيفيا كشركة مستقلة عام 2009 شجعهما على ذلك اهتمام الراعين لشركةMIT  ومن بينها شركة بروكتر ف غامبل وشركة غوغل ومايكروسوفت.

نينا ناشف: المعالجة

قد لا ندرك الجوانب التي تغيب عنها الكفاءة في مجال الرعاية الصحية على مستوى العالم كما تدركها نينا ناشف، فبعد مرور ما يزيد على 15 عاماً في مجال إدارة الرعاية الصحية ترى نينا بأنها اكتشفت الدواء الناجع للمصائب التي ابتلي بها هذا القطاع، ويتلخص هذا الدواء في إطلاق المشاريع التجارية ضمن هذا المجال.

لذلك عمدت نينا في عام 2011 إلى تأسيس صندوق الصحة، وهو صندوق يقوم على مبدأ إطلاق منصة لمشاريع تجارية سريعة أمام الشركات المحدثة العاملة في مجال تقانة الرعاية الصحية في مراحلها الأولى، وذلك بهدف تطوير الإبداع في هذا المجال وتسريع وتيرة تطبيق تلك المشاريع وتعريف الناس بها.

وقد تمكن هذا الصندوق منذ إنشائه من دعم 54 شركة تعمل في مجال التقنيات الصحية و134 مؤسساً، وذلك من خلال البرامج السريعة التي تبناها وعمل على تطبيقها في كل من لندن وبوسطن وشيكاغو وتينسي وفلوريدا.

ليلى جنى: العاملة في المجال الإنساني

لم تقم هذه المرأة بإطلاق موقعSamasource  كي تغتني بفضله، بل قامت بذلك لتغير وضعاً كان قائماً.

يقوم هذا الموقع بإطلاق وظائف رقمية بأجور تغطي تكاليف المعيشة للنساء والشباب في الأسواق الناشئة، ويشمل ذلك منطقة الصحراء الكبرى في أفريقيا وجنوب آسيا والكاريبي، كما يتعاون مع شركاء داخل تلك المناطق على توظيف تلك الفئات من الناس ومعالجة احتياجات الزبائن. وعموماً يمكن القول بأن العاملين في هذا الموقع يحصلون على ضعف رواتبهم بعد مرور بضعة أشهر على العمل فيه، مما يبعد 92% من هؤلاء الناس عن الفقر بعد التخلي عن المنظمات غير الربحية.

وبعد مرور ستة أعوام على تأسيس ذلك الموقع يمكن القول بأنه تمكن من توظيف أكثر من أربعة آلاف شخص من مختلف أنحاء العالم، كما تمكن من تحصيل ما يربو عن خمسة ملايين دولار من خلال العقود التي أبرمها مع شركات ومؤسسات مختلفة أبرزها غوغل وإيباي ومايكروسوفت ولينكدإن وغيرها.

وتعيد ليلى أصول نشاطها للجهود التي بذلتها عائلتها في مكافحة الفقر في الهند، حيث حصد أحد أعمامها الذي اشتهر كمصور صحفي صيتاً ذائعاً بسبب مجموعة من الصور التي وثقت المجاعة التي اجتاحت بنغلاديش عام 1943 والتي حصدت أرواح ما يقارب ثلاثة ملايين شخص.  انضمت ليلى للاتحاد الأمريكي للحريات المدنية حينما كانت في الخامسة عشرة من عمرها، وبعد ذلك بعامين حصلت على منحة دراسية بقيمة عشرة آلاف دولار كمتطوعة في غانا، وهناك تعلمت الإنكليزية ضمن برنامج الخدمة الميدانية الأمريكية.

أما اسم مشروعهاSamasource  فهو مشتق من كلمةsama  والتي تعني بالسنسكريتية المساوي أو المكافئ. وقد تحددت معالم هذا المشروع بعدما تخرجت ليلى من جامعة هارفارد وعملت لفترة قصيرة لدى البنك الدولي، إذ عند لقائها بعملاء المصرف في مومباي حدث أن نشأت علاقة صداقة بينها وبين موظف شاب يعمل في أحد مراكز الاتصال، وكان ذلك الشاب يذهب لعمله من منزله الكائن في الحي العشوائي الذي يعرف باسم حي دارافي سيء الصيت، الأمر الذي جعلها تفكر بهذا المشروع بشكل أكبر.

ولقد تمكن مشروعSamasource  من دفع رواتب تعادل أربعة ملايين دولار للعاملين فيه الذين يتوزعون على تسع دول، كما حصد دعماً مالياً من قبل شركة ماستر كارد وإيباي ومؤسسة سيسكو ووزارة الخارجية الأمريكية.

ميشيل رولي: المعلمة في مجال التقانة

تدرك ميشيل رولي تماماً كيف يمكن لأي سلك وضع في المكان الخطأ من الجهاز أن يعيق عمل البرنامج برمته، إلا أن مجرد فكرة وردت في صحيفة محلية قد ساعدتها على إطلاق أكبر مشروع في حياتها.

في عام 2012 وردت قصة في صحيفة أسبوعية تتحدث عن نقص عدد النساء في مجال التقانة في ولاية أوريغون، وهذا ما دفع رولي لتخطط لإقامة ورشة عمل في مجال البرمجة مخصصة للمبرمجات من النساء، فأعربت أكثر من 100 امرأة عن اهتمامهن بتلك المبادرة، ثم تطور الأمر فأطلقت رولي مشروع كود سكوتس وهو مشروع غير ربحي يهدف إلى تغيير بنية صناعة البرمجيات.

وهنا لابد من الإشارة إلى أنه بالرغم من أن النساء كن يشكلن 51% من القوى العاملة الاحترافية في الولايات المتحدة عام 2012 إلا أن نسبتهن لم تتجاوز الربع بالنسبة للوظائف المتعلقة بالعمل على الحاسوب، إذ تشكل نسبة النساء العاملات في مجال تصميم المواقع 34%، أما المبرمجات فنسبتهن 23%، وتصل النسبة إلى 20% مع مصممات البرامج، و15% مع العاملات في مجال تحليل أمن المعلومات، والأغرب من ذلك أن نسبة النساء العاملات في مجال شيفرة المصدر المفتوح والتي تمثل عصب المواقع الإلكترونية لا تتجاوز نسبة 1.5%.

وبعد مرور السنة الأولى على تأسيس هذا المشروع ذاع صيت هذه الفكرة، وعلمت رولي بوجود داعمين محتملين لمشروعها في كل من سان فرانسيسكو وأوستن ونيويورك ولندن وغيرها من المدن، مع أملها بافتتاح فروع أخرى لهذا المشروع في أماكن كثيرة.

نيكول غلاروس: الوسيطة

قد يتمكن صاحب المشاريع النشيط من تأسيس عدد من الشركات خلال مسيرته المهنية، إلا أن نيكول غلاروس تؤسس ما بين عشر إلى عشرين شركة سنوياً. فبوصفها المدير العام لشركة بولدر المقامة في كولومبيا، ولبرامج مدينة نيويورك المخصصة لتسريع أعمال شركة تيكستارز تقوم غلاروس باختيار 1% من المتقدمين لبرنامج يستمر لمدة ثلاثة أشهر، فتعمل على توجيههم من خلال برنامج تعليمي مضن يمضي بهم من البداية حتى تحقيق النجاح.

كانت غلاروس قد أطلقت مع والدها عام 1997 شركة ناجحة تعمل في التجارة الإلكترونية وتركز على إدارة العقارات، غير أن ذلك لا يمنعها من أن تعترف بأن المشروعين التقنيين اللذين أطلقتهما بعد تلك الشركة قد أخفقا بشكل مريع. بعد ذلك انضمت غلاروس إلى شركة تيكستارز عام 2009 بعدما لاحظ أحد مؤسسي تلك الشركة قدرتها البارعة على لعب دور الوسيط بين الشركات المبتدئة والمستشارين الذين يتم توظيفهم من خارجها. واليوم تعمل غلاروس على ربط الشركات المبتدئة بالمستشارين والخبراء والمستثمرين وأي شخص يمكن أن يفيد برأيها.

كارين سيدمان-بيكر: المُصلحة

في عالم كارين لا يستغرق الأمر أكثر من ساعة لتصل إلى أورلاندو في فلوريدا ثم إلى المطار، وإلى مقعدك في الطائرة قبل أن تغلق أبوابها وتقلع! حيث تساعد شركتها المستخدمين على التحايل على أكبر المشكلات التي تواجههم خلال السفر جواً: ألا وهي مشكلة خطوط التفتيش، فمن خلال دمج شريحة ضمن بطاقات العضوية يقوم المشتركون في هذه الشركة بالخروج من الطوابير المصطفة، من أجل أن يتم تفتيشهم في كوات خاصة، حيث يتم التحقق من هوياتهم عبر بياناتهم الحيوية من خلال بصمات الأصابع ومسح القزحية.

وترى كارين بأنه يمكن للقياسات الحيوية أن تغير من حياة الناس وطريقة قيامهم بعملهم وسفرهم، وهذا ما دفعها لشراء شركة كلير التي تعتمد على تلك القياسات حيث أجرت عليها تعديلات كبيرة جعلتها مختلفة بعيون الناس.

 

بتصرف عن موقع أنتربرونورز

العدد 1105 - 01/5/2024