كي لا ننسى: الرفيق عبد الكريم طيارة (1925-1997)

رحل الرفيق الأستاذ المحامي عبد الكريم طيارة في 28 آذار 1997 بعد مرض عضال، عن عمر ناهز الـ72 عاماً، وشيعت طرطوس ابنها البار إلى مثواه الأخير.

ومعروف أن الرفيق الراحل هو واحد من الشيوعيين الأوائل في طرطوس، وقد انتسب إلى صفوف الحزب في أواسط الأربعينيات يوم كان طالباً في اللاييك.. وقد ناضل طويلاً في صفوف منظمة الحزب الشيوعي السوري في طرطوس، وكان بين أبرز قادتها لسنوات عديدة. وقد اعتقل مرات عديدة وعرف سجون طرطوس وتدمر والمزة، وقد ترشح مرتين في قوائم مرشحي الاتحاد الوطني للنيابة عن طرطوس، وكان مثالاً للجرأة والالتزام بقضايا الكادحين والشعب والوطن، كما استمر وطيد الثقة بمستقبل الشيوعية وأن النصر بالنتيجة هو للاشتراكية الحقة.

قالوا عنه

– في برقية التعزية التي أرسلها الرفيق يوسف الفيصل، الأمين العام للجنة المركزية للحزب آنذاك، إلى عائلة الفقيد:

(إن الكثيرين يحفظون للرفيق والصديق الراحل أجمل الذكريات ويقدرون له مساهماته في النضال الوطني والقومي والإنساني ومن أجل الحرية والتقدم ومطالب الشعب.. إننا نقف إلى جانبكم في هذا المصاب الجلل ونعبر لكم جميعاً عن أصدق التعازي القلبية.. ولتبقَ الصورة المشرقة للأستاذ الراحل عبر الكريم طيارة حية خالدة في قلوب محبيه الكثر).

– وكتب الرفيق دانيال نعمة عنه في دفتر مفكرته: (في27 حزيران لعام 1953 نُقلنا نحن الأربعة (إبراهيم بكري ودانيال نعمة وبدر مرجان، وإسماعيل طرودي)، من معتقل تدمر إلى الشرطة العسكرية بدمشق، ثم تبعنا عبد الكريم طيارة ووضع في مهجع آخر غير مهجعنا. وفي اليوم الأول من تموز نقلنا إلى مقر الأركان، وأدخلونا إلى مكتب العقيد أديب الشيشكلي.

وبدأ الشيشكلي حديثه بالقول: تقولون عني بأني عميل أمريكي، وأنا أقول بأنكم عملاء السوفييت، فانبرى الرفيق عبد الكريم قائلاً: أما أنك عميل للأمريكان، فهذا صحيح، أما نحن فأصدقاء الاتحاد السوفييتي.

وأطرق الشيشلكي لبعض الوقت، وكأنه كان يقول في سره، هل أعيدهم إلى تدمر؟ ولكنه لم يقل هذا، بل قال: هذا موضوع طويل ولدي الكثير مما يمكن أن أقوله.. ولكنني لن أفعل.. وكل ما أود أن أؤكده هو أنه لو كان لي حدود مع  الاتحاد السوفييتي لكان لي سياسة أخرى مختلفة كلياً عن سياستي الحالية).

العدد 1105 - 01/5/2024