ما علاقة الموضة بالعري؟!

خُلق البشريّ كما الجميع يعرف عارياً لا ثوب ولا ملبس و لا شيء يستر عُريه..

لم يكُ الإنسان في الأصل يفهم العيب والحرام، وكلّ توابع الأخلاق…

وبعد تشكّل المجتمعات، بدأت القوانين بالظهور تباعاً إلى أن أصبح من المفروض على الشخص أن يستر المناطق المغرية في الجسم ، مستخدماً آنذاك أوراق النباتات.

وهكذا إلى أن توالت العادات، وكلٌّ يزيد عليها حسبما يشاء إلى أن وصلنا اليوم إل كمٍّ معين من التقاليد التي تفرض على الإنسان أن يحفظ أخلاقه وآدابه بحفظه لجسده..

أصبحنا الآن أمام السوق العالمي الذي استغلّ هذه الفكرة ليحاربنا بها.. فبعيد احتلالات الأجانب لأخلاقنا عملت تلك الدول على اضمحلال ما بنيناه عبر عصور من تقاليد، فأدخلوا لأدمغتنا الصفراء أنّ الحضارة تبدأ من الملبس وأنّ التعري لغة جديدة للتواصل البشري!

هذا هو القانون التجاري الذي عملت على نشره الدول الأجنبية لكسب المال..

فمفهموم (الحضارة بالعري) ليس صحيحاً، لأنّ مغزى هذا المفهوم ماديّ و تجاريّ بحت، أي:

الموضة اليوم عُرفت بالملابس والأزياء..

فكلما زاد القماش زادت تكلفة الصانع، فقانونهم التجاري وضع فايروسهم في الثقافة العربية سيراً على أن تكون الحضارة المستقبلية بالتّعري أو بتقليل ما أمكن من القماش لتصبح قطعة الملابس غير مكلفة للطرف الأول (المصدّر) ومكلفة للطرف الثاني (المستورد) لكونها نوع من أنواع ممارسة الحضارة!

 تابع العرب في هذا الانغماس المستورد للحضارة الأجنبية، وأصبح يتعامل معه بفخر!

بدأ العرب بإرسال عاداتهم إلى القاع وأحلوّا محلها بثقافات دخيلة مغشوشين بلافتة كُتب عليها (الطريق إلى الحضارة)!

اليوم، وبعيداً عن وعي الإنسان عمّا ذكرناه، أصبح هذا التيار يلزم كلّ الناس للسير فيه رغماً عنهم!

و كلٌّ حسب متانة عاداته وتقاليده وكيفية حفاظه عليها.

فاليوم أصبحت متابعة أحداث الموضة من ضمن أولويات الناس، وخصوصاً لنقطة الضعف (الأنثى) التي استغلتها الدول الأجنبية لتُنجح خططها وتجارتها!

حتى بات الجمال المصطنع اليوم ضرورة أساسية، مع العلم أنه حاجة نسائية، إلا أن هذا لا يعني أنّ الشباب لم يغرقوا نوعاً ما بتلك البؤرة الزائفة من الكماليات..!

يعيش مجتمعنا العربيّ اليوم معتمداً على ما اختاروه لنا من جمال، من موضة، من عري وزيف..

وعلى ما زرعوه من انحلال وانحطاط بطريقة تنفيذ مفهوم الحضارة!

وما زالت بعض البيئات تقف بقواعد من فولاذ أمام ذاك الإعصار الغربيّ..

علّها تصمد بسلامة..!!

العدد 1105 - 01/5/2024