«السوري القومي الاجتماعي» في السويد يحتفل بذكرى تأسيسه

ألقى الرفيق طلال الإمام، في احتفال للحزب السوري القومي الاجتماعي في السويد، بذكرى تأسيسه الـ82 الكلمة التالية:

اسمحوا لي في البداية أن أنقل لكم تحيات الشيوعيين السوريين في السويد وتهانيهم ومن خلالكم إلى قيادة وقواعد وأصدقاء حزبكم الحليف الحزب السوري القومي الاجتماعي بأحر التهاني بمناسبة الذكرى الـ 82 لتأسيسه.

لقد تأسس حزبكم في غمرة النضال من أجل استقلال سورية من الاستعمار الفرنسي وكان له، إلى جانب القوى الوطنية لأخرى دور مهم في إنجاز هذا الاستقلال. استمر نضاله من أجل سورية حرة مدنية لجميع أبنائها. كما وقف حزبكم منذ البداية ضد المطامع الصهيونية في فلسطين والبلدان العربية الأخرى. ولعب دوراً أساسياً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان إلى جانب القوى الوطنية والتقدمية الأخرى مقدماً كوكبة من الشهداء: سناء محيدلي، خالد علوان والقائمة تطول… سيبقى شهداء حزبكم خالدين في ضمير شرفاء الأمة.

يؤلمنا أن نحتفل اليوم بميلاد حزبكم، كما احتفل الشيوعيون السوريون قبل أسابيع بذكرى ميلاد حزبهم التسعين، ووطننا يتشح بالسواد.. تراق دماء طاهرة، تُدمر المنشآت الاقتصادية، المشافي والمدارس على أيدي قطعان الفاشية الدينية، داعش وأخواتها، والصهيونية الجديدة وبمساندة إمبريالية رجعية واسعة.

إن سورية أيها الرفاق تدفع ثمن وقوفها ضد التبعية للإمبريالية الأمريكية وحلفائها في المنطقة، ومساندتها للمقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين. تسعى قطعان داعش والوهابية والفكر الديني الفاشي والطائفي إلى تدمير البشر والحجر من أجل إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء. غير أن سورية بجميع مكوناتها الإثنية والقومية والدينية وقواها الوطنية والتقدمية وبجيشها الوطني الباسل تتصدى لهذه الهجمة الشرسة بكل بسالة وسيكون النصر حليفها لا محالة.

نحن نرى أن الحوار الوطني الشامل بين جميع القوى التي تنبذ العنف وتلتقي حول الدفاع عن الوطن السوري ووحدته وضد الإرهاب، ومن أجل وقف نزيف الدم هو المخرج الوحيد من الأزمة التي يمر بها وطننا. إن مثل هذا الحوار يحتاج إلى الاستمرار في محاربة الاٍرهاب بجميع أشكاله إلى جانب إطلاق الحريات الديموقراطية والإفراج عن معتقلي الرأي وإلغاء الاعتقال الكيفي.كما أن محاربة الفساد بجميع أشكاله، الذي يعد الوجه الآخر للإرهاب، وإيلاء قضايا الناس المعيشية اهتماماً أكبر مع وضع حد لارتفاع الأسعار ولنفوذ تجار الأزمة يضع الأسس للحوار الوطني المنشود.

إن مثل هذا الحوار بين وطنيي وعقلاء الأمة سيؤدي حتماً إلى تأمين مخرج آمن من الأزمة التي تعصف بوطننا، وإلى بناء دولة مدنية علمانية وديمقراطية لجميع أبنائها، بعض النظر عن انتماءاتهم، دولة حرة وعادلة لجميع السوريين.

المطلوب أيضاً تشكيل تيار شعبي واسع لمواجهة المد الديني الفاشي بجميع تجلياته.

أيها الرفاق الأعزاء!

إننا واثقون بانتصار قضايا الوطن والشعب ودحر الإرهاب والفاشية الدينية ومحاولات فرض سايكس بيكو جديد، وذلك بالاعتماد على شعبنا وجيشنا الوطني الذي يقدم تضحيات جسام، وبدعم قوى التحرر في العالم ودوّل البريكس ومساندتها.

مرة أخرى نقدم تهانينا بذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، على أمل أن نحتفل العام القادم، وسوريتنا تخلصت من كابوس الإرهاب والعنف.

المجد لسورية ولشهداء الوطن..

العدد 1105 - 01/5/2024