محاور الصراع قبل جنيف2

يقترب موعد جنيف2 وكلما تقدم خطوة تكشفت محاور جديدة،وصراعات ما تزال تحتفظ بحدّتها وتناقضاتها، في الوقت الذي تتسع خريطة الإرهاب في المنطقة في بلاد الرافدين وشمال افريقية وغربها.

لقد ازداد الصراع على الأرض بين الجماعات المسلحة التكفيرية من جهة، والجيش العربي السوري الذي حقق هزيمة للظلاميين في مناطق عدة من جهة ثانية.

وبرزت مجموعة تناقضات ومؤشرات تبيّن أن هناك اصطفافات ومحاور تبنى على قواعد سياسية، لها امتدادات سابقة ومحاولات تجديدها والإبقاء على عصا الإرهاب مرفوعة، مرة في وجه إيران برفض الولايات المتحدة دعوتها كبقية دول الجوار إلى المؤتمر، وذلك لإرضاء السعودية الممثل للإرهاب والممول للجماعات الإرهابية، التي لا تزال تشكل لغماً وعبوات ناسفة زرعت في طريق جنيف. علماً أن هناك دولاً أوربية منها (ألمانيا وبلجيكا) طالب وزيرا خارجيتهما بمشاركة الجمهورية الإسلامية.

وقال وزير خارجية ألمانيا: (يجب أن نبذل جهوداً من أجل مشاركة دول الجوار السوري بما في ذلك إيران). وأكد وزير خارجية بلجيكا على (دور إيران الهام في حل الأزمة السورية، وعلى أن تشارك ولو في الدائرة الأقرب من المفاوضات). وبرزت أيضاً – وهذا ليس جديداً – تباينات بين صفوف (الائتلاف)، وصلت الى انسحاب نحو أربعين (مؤتلفاً) من ست كتل وبعض الشخصيات المستقلة. ولم يتم تحديدهوية الوفد لحضور جنيف2 حتى الآن.وتعددت تواريخ اللقاءات والزاحفين الى العواصم لتلقى التوجهات والارشادات، فقبل المؤتمر اجتمع وزراء خارجية ما يسمى ب (أصدقاء سورية) الأحد عشر،  في العاصمة الفرنسية الأكثر رعونة وتشدداً ومعارضة وتآمراً على سورية ومخالفتها المبادرة الروسية – الأمريكية للحل السياسي للأزمة السورية. وفي المقابل اجتمع في قرطبة الإسبانية أيضاً نحو 150 شخصاً في (9 و10من الشهر الحالي) لاتخاذ موقف موحد تجاه جنيف2 .

ويتابع الوزيران (لافروف وكيري) المشاورات لمناقشة الوضع حول سورية لتسوية الأزمة، علماً أن (الائتلاف) لا يزال يؤكد شروط مسبقة محاولاً تحديد الهدف من جنيف2 قبل انعقاده.

السؤال: هل يحق (للائتلاف) المتنعّم في فنادق إسطنبول والمغرّد في باريس وواشنطن، أن يدين توقيع الاتفاق الروسي – السوري للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية، معتبراً العقد مجرّد تغطية ل (مقايضة ثروات البلاد بالسلاح؟). وما تزال الهوة تتعمّق بين (المعارضات في تنوعها وتعددها)، ف (الائتلاف) الموجه من الولايات المتحدة والسعودية، لن يتنازل عن الهيمنة وعن وضع هذه المعارضات تحت جناحيه أو مظلته بدءاً من هيئة التنسيق الوطنية وجاء على لسان المنسق العام المحامي حسن عبد العظيم: إن الهيئة ذاهبة باتجاه المشاركة في جنيف2 إن كان المؤتمر سيشكل خطوة على طريق وقف العنف، واطلاق سراح المعتقلين والأسرى، وإطلاق ديناميكية للحل السياسي، وذلك سواء شارك الائتلاف والمعارضة السورية في المؤتمر أم لم يشارك.

يظل الحل السياسي في (أي جنيف) هو البند الرئيس في عملية السلام لحل الأزمة السورية. وأن الشعب السوري هو صاحب القرار الأول والأخير، وذلك من أجل مستقبل سورية ووحدة أراضيها وإعادة بنائها، عمرانياً وصناعياً وزراعياً وتعليمياً وثقافياًوعودة ملايين المهجرين الى منازلهم. وأن يعود الأمن والسلام الى ربوعه.. سورية العلمانية المدنية الحرة الكريمة الديمقراطية.

العدد 1105 - 01/5/2024