الضحية المواطن.. شركة حذرت من أزمة غاز مرتقبة و«النفط» نفتها

تضاربت المعلومات حول أزمة الغاز المرتقبة، فوزارة النفط نفت، وشركة أكدت، وواقع السوق يراوح بين رأيين. لم تتوقف أزمة الغاز منذ سنوات، تخف وطأتها حيناً، لكنها في الواقع موجودة، وتشتد حدتها بين الفينة والأخرى، وأصبحت كغيرها من الأزمات دائمة الحضور في حيوات السوريين. بلا شك، لأزمة الغاز أسباب ترتبط مباشرة بالأزمة السورية الراهنة، لكن من غير المقبول تحويل الأزمة في سورية إلى شماعة تعلّق عليها كل أسباب الفشل الذي اعتدنا عليه. ونفي الأزمة، لا يعني أنها انتهت، ونكرانها لا يعني غياب تداعياتها، وتجاهلها لايعني أنها لن تلحق الضرر بنا. فما قاله وزير النفط مؤخراً، رداً على موقف إحدى الشركات العاملة في مجال تعبئة الغاز، أثار اللغط، ودفع الشركة للرد مرة ثانية، وتوضيح موقفها، وتجديد تأكيدها بأننا على موعد مع أزمة غاز قادمة.

بلا خوض في التفاصيل، فإن خروج الخلاف إلى العلن بين وزارة النفط والشركة، يخفي تحته الكثير من التساؤلات، ويكشف عن مدى الخلاف بين الطرفين، وعدم وجود نية لتسوية الخلاف، فاختارت الشركة موقفاً منحازاً للمستهلك، للتدليل على موقفها، ورغبتها في الاستمرار بالعمل، بينما وضع وزير النفط بعض النقاط على الحروف. إلا أن كل أسباب الخلاف لا تهم المواطن، ولا تعنيه من قريب أو بعيد، مادامت أسطوانة الغاز غير متوافرة في كلتا الحالتين، وأسعارها تتضاعف في السوق السوداء. 

المواطن يريد الغاز المنزلي، ولايهمه تفاصيل خلافات يبتّ بها على أساس العقود المبرمة.

 

العدد 1105 - 01/5/2024