القهوة الخضراء لخفض الوزن

القهوة من أهم المشروبات الساخنة المنبهة التي تستهلك على مستوى العالم، وهناك من لا يستطيع أن يبدأ نهاره إلا بعد ان يحتسي فنجاناً او أكثر منها.

ومشروب القهوة الذي نعرفه يحضّر من حبوب البن الخضراء التي تحمّص ثم تُطحن لتعطي مسحوقاً هو البن المعروف. لكن ماذا عن حبوب القهوة الخضراء التي لم تحمَص؟

لقد ذاع صيت هذه الحبوب في الفترة الأخيرة لأنها تساعد في تخسيس الوزن، خصوصاً أن البحوث العلمية الحديثة اكتشفت أهمية هذه الحبوب خضراء اللون التي لم يتم طبخها بالحرارة، فقد تبين أنها تحتوي على حامض الكلوروجينيك الذي يزيد من وتيرة العمليات الاستقلابية، وتساعد في حرق الدهون في الجسم، ما يساهم في خفض الوزن، الأمر الذي لا تتوافر في حبوب القهوة البنية المحمصة التي فقدت الكثير من المركبات النافعة لكنها ظلت تحتفظ بمادة الكافيئين.

وهناك دراسات لفتت إلى أن حامض الكلوروجينيك يمكن أن يقلل من إمتصاص المواد الكربوهيدراتية من الأنبوب الهضمي، ما يقلل مستوى السكر في الدم ومن نسبة هرمون الأنسولين الأمر الذي يساعد في فقدان الوزن.

وتفيد دراسات أخرى بأن الحامض المشار إليه (الكلوروجينيك) يحدّ من امتصاص الدهون من الأغذية، ويقلل نسبة تخزين الشحوم في الكبد، ويحسّن صورة الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم وهذا ما ينعكس إيجاباً، ليس على الوزن وحسب، بل على الصحة القلبية الوعائية.

وكي يثبت أهمية دور حبوب القهوة الخضراء في تخسيس الوزن قام طبيب القلب الأميركي محمد أوز وفريقه الطبي، بدراسة على 100 امرأة يعانين من السمنة وتتراوح أعمارهن بين 35 و49 سنة. تناولت المتطوعات 400 ميلليغرام من حبوب القهوة الخضراء ثلاث مرات يومياً قبل الوجبات بثلاثين دقيقة. وبعد اسبوعين من تناول حبوب القهوة الخضراء قام فريق أوز بوزن المشاركات فتبين أنهن خسرن كيلوغراماً واحداً من دون القيام بأية تغييرات في النظام الغذائي أو في نمط حياتهن.

وهناك دراسات أخرى ذهبت إلى ما ذهبت إليه دراسة الدكتور أوز، لكنها تبقى دراسات محدودة من جهة، ومن جهة أخرى فإن بعض هذه الدراسات تمت برعاية الشركات التي تحقق أرباحاً من بيع حبوب البن الخضراء، من هنا فإن مصدر التمويل لتلك الدراسات يزرع الشكوك حول النتائج التي يمكن أن تكون محط قيل وقال.

في كل الأحوال، على الراغبين في خفض وزنهم باستعمال حبوب القهوة الخضراء المتوافرة في عبوات خاصة أن يتأكدوا من أنها تحتوي على نسبة عالية من حامض الكلوروجينيك، وأن تكون خالية من أية إضافات أخرى، وأن لا يبالغوا في استهلاك جرعات عالية منها في اليوم لأنها غنية بمادة الكافيئين ذات الآثار الجانبية المعروفة، وحبذا لو أضيفت الرياضة مع الإبتعاد عن الوجبات السريعة، فهذا يضمن نتائج أفضل على صعيد تخسيس الوزن.

العدد 1105 - 01/5/2024