كي لا ننسى: الرفيق سعد العزوني (1929-1999)

في التاسع عشر من حزيران 1999 توقف عن الخفقان قلب المناضل الوطني والشيوعي سعد العزوني (أبي زياد) عن عمر ناهز السبعين عاماً أمضاها في معترك النضال الوطني والتقدمي.

ولد الرفيق سعد في يافا عام ،1929 وانخرط منذ فتوته المبكرة في النضال الوطني، الذي كان يحتدم في فلسطين، ويشارك فيه تلاميذ المدارس وطلبتها، ضد الاحتلال الإنكليزي والمؤامرات الصهيونية على فلسطين.

وفي عام 1948 قدم إلى سورية وانضم إلى جيش الإنقاذ الفلسطيني، فأوفد إلى مدرسة الضباط وتخرج ضابطاً في الجيش السوري، ومُنح الجنسية السورية بعد ذلك.

وأثناء خدمته في الجيش السوري كان مثالاً للضابط الوطني، المهتم بقضايا أمته والمدافع بشجاعة وصرامة عن السياسة الوطنية المستقلة، والوقوف ضد المؤامرات الاستعمارية، وسرح من الجيش عام 1959 فذهب إلى بلغاريا للدراسة في المدرسة الحزبية العليا، ثم لدراسة الفلسفة في الجامعات البلغارية.

بعد عودته إلى البلاد في أواسط الستينيات، ساهم مع عدد من رفاقه الفلسطينيين في تأسيس التنظيمات الأولى للمقاومة الفلسطينية، وتنظيم العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني.

في أواخر الستينيات شكل التنظيم الشيوعي الفلسطيني في سورية، وأصبح الرفيق أبو زياد سكرتيراً للتنظيم، وانتخب عام 1974 في المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوري عضواً في اللجنة المركزية.

عمل الرفيق أبو زياد مع قيادة التنظيم الشيوعي الفلسطيني في عام 1980 على توحيده مع الحزب الشيوعي الفلسطيني وحزب الشعب الفلسطيني فيما بعد.

وكان الرفيق أبو زياد يرى أنه بمشاركته الكبيرة في هذين العملين: تأسيس التنظيم الشيوعي الفلسطيني في سورية، ثم توحيده مع الحزب الشيوعي الفلسطيني، قد أنجز أحد أهم أهداف حياته ونضاله.

لقد كانت حياة الرفيق أبي زياد عطاء ونضالاً متواصلاً، ورغم انقطاعه في السنوات الأخيرة عن العمل التنظيمي، فقد حافظ على علاقاته الطيبة مع جميع الشيوعيين السوريين، وبقي هاجسه الدائم الاهتمام بقضية الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة العربية.

إن ذكرى الرفيق أبي زياد ستبقى ماثلة دائماً لدى رفاقه وأصدقائه، وسيذكرون دائماً بشاشته وصراحته وصفاته الإنسانية النبيلة.

العدد 1105 - 01/5/2024