المهر.. هل يحمي المرأة من غدر الأيام!

 الإنسان هو قيمة القيم في الحياة… ولا يمكن أن يُقَيَم بثمن، رجلاً كان أم امرأة، فكيف وتلك الزهرة الرائعة تخرج من بين الصخور، تحمل في ثناياها عبقاً رائعاً، يَنثُر في الكون حباً وحناناً وعطاءً.

 ونحن إذ نرى في المرأة تلك الصفات والقيم، لا نجد من اللائق أن ننظر إليها أو نتعامل معها كشيء مادي له ثمن، خصوصاً أننا متفقون على أنها واهبة الحياة، وصانعة الأجيال… فهل يعادلها أيُّ ثمن مهما كان باهظاً وكبيراً…؟

فكيف تُقَيمها الأعراف والتقاليد بقيمة معينة، بذريعة الحفاظ على حقها في حياتها القادمة، عندما ستتحمل مسؤولية تكوين أسرة، بعرفٍ اسمه (المهر)؟!

قديماً كان مهر المرأة ( نوقاً وغنماً وخيلاً ) وما زال في بعض البيئات البدوية، ثم تحوّل تدريجياً إلى نقد مالي. فهل يحمي المهر المرأة فعلاً ويجعل حياتها أكثر استقراراً وأماناً ؟؟! أم هل يحدد قدرها ومكانتها الاجتماعية والعلمية…؟ هل يجنّبها غدر الزمن والزوج في بعض الأحيان؟

وأمام الهياج المستعر في تحديد المهور، أجد أنه من الأهمية بمكان أن نقف عند تلك الظاهرة، وطرحها على بساط البحث والمناقشة، لنصل إلى ما يمكن من خلاله الحفاظ على الأعراف الاجتماعية الإيجابية مع احترام المرأة وكرامتها دون المساومة عليها عندما تريد أن تبدأ حياتها الأسرية والاجتماعية. 

فالتطور الذي طال المرأة في المجالات كافة، يقتضي أن نتعامل معها بمساواة الرجل ليس فقط في العلم والعمل والثقافة، إنما بمجمل الأعراف والقوانين، حتى نصل إلى مساواة حقيقية فعّالة بينها وبينه، كما ينص الدستور، فالتوازن الطبيعي الإنساني يقتضي التكامل والتكافؤ بينهما، فلا أحقية ولا أفضلية لأحدهما على الآخر.

العدد 1105 - 01/5/2024