آمال طلبة جامعيين.. في مهبّ الريح

 يُقاس تطور المجتمعات كافة بمدى تطور مستويات التعليم فيها، وبنسب المتعلمين والباحثين والأكاديميين الذين لا شك سيرتقون بالعلم والإنسان والمجتمع.. من هنا توليه الحكومات أهمية قصوى، وخاصة التعليم العالي المسؤول عن رفد المجتمع بكوادر قادرة على النهوض بالحياة، كي تصل البلاد إلى حالة من التقدم التكنولوجي المعبّر عن وعي المجتمع والدولة ورقيّهما.

سأل تشرشل حين أخبروه أن الدمار عمّ البلاد أثناء الحرب العالمية الثانية: ما وضع التعليم والقضاء..؟ فأجابوه: بخير.. فقال: متى كان التعليم والقضاء بخير كانت البلاد والمجتمع بخير!

وهنا نتلمس مدى ما يحيق التعليم عندنا من أضرار وجرائم مادية ومعنوية أحياناً كثيرة من خلال أساليب التعليم ومناهجه القائم بعضها على ارتجالية بعيدة عن الواقع، وقوانين تحاول اللحاق بركب الحضارة ولو بالحدود الدنيا، فتعطي الطلبة بعض الآمال التي تغتالها إمّا التعليمات التنفيذية، وإمّا أساليب تعاطي بعض القيّمين من أساتذة وأكاديميين أثناء المحاضرات، أو أثناء الامتحانات ونتائجها التي تبقى دوماً مجالاً رحباً لشكوى الطلبة بأنها جاءت مخيّبة لتوقعاتهم ومستوى تحضيرهم لها، وذلك بسبب ابتزاز وفساد غير معلن في كثير من الأحيان، لاسيما في مجال التعليم الموازي والمفتوح باعتبارهما يندرجان في سياق التعليم المأجور أو الخاص، إذ يجري إرهاق العديد من الطلبة مادياً ونفسياً حين ينقصهم علامة أو علامتان عن المعدل المطلوب للنجاح، من أجل كسب المزيد من الأموال في تلك الجامعات في أفضل الأحوال، هذا ما صرّح به بعض طلبة الدراسات العليا (ماجستير) في التعليم الموازي، الذين اعتبروا أن المرسوم 203 لعام 2015 فرصة ذهبية تخوّلهم التخرّج، لكنهم فوجئوا بهذا الرسوب المؤسف ناقصاً علامة أو علامتين مما يكبّدهم رسوماً مضاعفة ومرهقة.

فهل يُدرك القيّمون على إصدار التعليمات التنفيذية، أو الأساتذة والأكاديميون حجم الخسارة والمعاناة وخيبة الأمل لطلاب ينتظرون لحظة تخرجهم بفارغ الصبر..؟ 

العدد 1105 - 01/5/2024