الإيمان بأهمية عمل المرأة لا بدّ قادم

منذ وقت ليس بالقريب، أخذت النظرة إلى عمل المرأة خارج البيت بعداً مختلفاً عمّا هو سائد وتقليدي، وذلك بسبب اهتمام الدولة بضرورة مساهمة المرأة وحقها في العمل، حسبما نصَّ الدستور، وكذلك وصول شرائح مجتمعية واعية إلى قناعة أكيدة بحق المرأة في العمل، من منطلق حقوقي قبل أن يكون مادياً. بالمقابل، هناك شرائح أخرى اضطرت مرغمة لقبول هذا الواقع تحت ضغط الواقع المعيشي الصعب، الذي لم يعد الرجل فيه قادراً على القيام بمسؤولياته منفرداً، مما اضطره حين التفكير بالزواج لاختيار فتاة عاملة تساعده في مسؤوليات الأسرة ومتطلباتها.

هذا التغيير الذي طال موقف الرجل من عمل المرأة، وإن كان دافعه مادياً بحتاً، ضروري وهام، بل ومطلوب أيضاً، وذلك من أجل تغيير الذهنية المجتمعية تجاه وضع المرأة وقضاياها في الأسرة والمجتمع، لأنه خطوة رئيسية وهامة من أجل الوصول إلى مرحلة الإيمان الحقيقي والراسخ بحقها في العمل من منظور حقوقي وإنساني يعزز كيانها إنسانةً ومواطنة لها الكثير من الحقوق الأخرى، مثلما عليها واجبات.

قد ترفض الكثير من الفتيات والنساء هذه النظرة المادية إلى عملهن، بمعنى أنها تريد وبإصرار أن يكون الاقتناع بعملها نابعاً من كونه أحد أهم حقوقها في الحياة، وهذا بالطبع حقها الذي لا يمكننا إلاّ أن نعترف به. لكن بالمقابل علينا ألاّ نرفض التغيير وإن كان لا يرتقي إلى مستوى طموحاتنا، وذلك من أجل الوصول يوماً إلى قناعة راسخة وأكيدة بحق المرأة ليس فقط بالعمل، وإنما بأمور أخرى هامة وأساسية، سيصلها الرجل ومعه المجتمع برمّته، طال الزمن أم قصر.

العدد 1105 - 01/5/2024