يخشون الإرهاب.. ويلوذون بالصمت!

ارتفعت حدة تصريحات المسؤولين الأوربيين وتحذيراتهم من خطر الإرهاب القادم مع (الجهاديين) الوافدين إلى سورية من أوربا، والعائدين بعد ذلك إلى بلدانهم، بعد ارتكابهم المجازر والتخريب والحرق والتدمير بحق شعبنا السوري ومنشآتنا الحيوية.

أجهزة الدول الأوربية الأمنية وشبكاتها المخابراتية تجمع المعلومات الدقيقة عن هؤلاء القتلة، وتتعاون فيما بينها لمتابعة سجلاتهم وتاريخهم المليء بالحقد على كل ما هو خيّر وصالح في المجتمعات الإنسانية المتحضرة، وتعقد الاجتماعات الأمنية لتأسيس حزام أوربي أمني يحول دون تسرب (القاعديين) إلى دول الاتحاد الأوربي.

إنهم يخافون على شعوبهم ومنجزاتهم، بعدما شاهدوا (إنجازات) هؤلاء (المعارضين).. (الديمقراطيين) في سورية، ولكن من جاء بهؤلاء إلينا؟ وكيف تسللوا؟ من وضع المليارات في جيوبهم؟ من فتح لهم الترسانات العسكرية؟ من ساهم في تكوين هالة حول هؤلاء بأنهم منقذو الشعب السوري؟ أليست الولايات المتحدة ودول كبرى في الاتحاد الأوربي؟ ألم يرسل الأوربيون ممثلون عنهم إلى كل اجتماع للمعارضة الخارجية بهدف دعمها ووضع السلاح في أيدي منظماتها الإرهابية؟ وكيف يثق شعبنا بأن الجهود الدولية لحل الأزمة السورية سلمياً سيكتب لها النجاح، وبعض الدول الأوربية مازالت تدعم الإرهابيين وتبرر حصولهم على السلاح المتطور والدعم اللوجستي، وتغطي التدخل التركي السافر الذي برز في محاولات إحداث نقاط تمركز في المنطقة الساحلية وحلب، وخصوصاً تلك المناطق القريبة من الحدود التركية؟

كيف نثق بالتصريحات العلنية الأمريكية بحرص الولايات المتحدة على متابعة الجهود السلمية لحل أزمة بلادنا، ومعسكرات التدريب التابعة للمخابرات الأمريكية في الأردن والبحرين ستستقبل شهرياً 600 جهادي، بهدف تحويلهم إلى (سوبرمان) قاعدي، مزودين بالأسلحة الحديثة المتطورة التي ستتكفل السعودية (دولة الديمقراطية الخالصة) بدفع فواتيرها، والتي ظهرت بين أيدي هؤلاء الإرهابيين، ومنها صواريخ (تاهو) الحديثة المضادة للدروع؟

لنقرأ ما جاء في صحيفة (الإنديبندنت) البريطانية منذ أيام تحت عنوان (لعبة أم آي 6- سي آي إيه وتركيا الماكرة في سورية): (شبكة لتوريد السلاح إلى المعارضين السوريين، أطلقت عليها ال (سي آي إيه) اسم (خط الجرذان)، وذلك بالتعاون مع السعودية وقطر وتركيا، وتقتضي هذه الخطة التعاون مع الاستخبارات البريطانية (أم آي 6) لإرسال أسلحة من ترسانات القذافي إلى تركيا وتهريبها عبر الحدود السورية. هذه الخطة  جرى التوافق عليها بين أوباما وأردوغان والسعودية وقطر في عام 2012، وأنشئت شركات وهمية قيل إنها أسترالية، وظفت جنوداً أمريكيين سابقين تولوا مهمة الحصول على الأسلحة ونقلها..

الأوربيون خائفون.. ونسأل هنا: من يخاف على شعبنا السوري الذي مازال منذ ثلاث سنوات يدفع دماً، وتهجيراً، ومالاً، من خطر الإرهاب الذي ساهم الأمريكيون والأوربيون في تسلله إلى بلادنا؟

لن نفقد الأمل بالمساعي الدولية، لكننا محكومون اليوم ببذل الجهود السياسية الداخلية لوقف نزيف الدم السوري، والتي يأتي في طليعتها الإسراع في عقد مؤتمر الحوار الوطني السوري – السوري، الذي يضم جميع مكونات شعبنا السياسية والاجتماعية والدينية، بهدف التوافق على غد سورية الديمقراطي المعادي للإمبريالية والرجعية، وكذلك متابعة عمليات المصالحة الوطنية واستمرارها في جميع المناطق، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بخلق مناخ سياسي إيجابي يشجع على عودة التلاحم إلى نسيجنا الوطني التعددي، كإطلاق سراح معتقلي الرأي، وإحالة المتهمين الآخرين إلى المحاكم المختصة، وبذل الجهود لتحسين الوضع المعيشي للفئات الفقيرة والمتوسطة.

العدد 1105 - 01/5/2024