برامج التواصل الاجتماعي وأثرها في ثقافة الشباب

 تقوم فكرة شبكات التواصل الاجتماعي على تفعيل التواصل الدائم بين الناس عبر الإنترنت، ففيها يتشارك الناس اهتماماتهم وأنشطتهم من خلال برمجيات تحقق صفة الاجتماعية عبر اتصالات تفاعلية باتجاهين.

وتُعرّف مواقع التواصل الاجتماعي بين الناس بأنّها:عبارة عن تطبيقات تكنولوجية مستندة إلى الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) تتيح التواصل بين الناس وتسمح بنقل البيانات الإلكترونية وتبادلها بسهولة، وتوفر للمستخدمين إمكانية العثور على آخرين يشتركون في المصالح نفسها، وبناءً عليه ينتج عن ذلك ما يسمّى بالمجتمعات الافتراضية حيث يستطيع المستخدمون التجمّع في كيانات اجتماعية تشبه الكيانات الواقعية.

يعطينا هذا مفهوماً أوضح عن التواصل الاجتماعي بأنه: تطبيقات تكنولوجية إلكترونية قائمة لتحقيق التواصل والتفاعل بين مختلف الأفراد المنتشرين حول العالم بالمراسلات المكتوبة والمسموعة والمرئية مع تحقيق الاتصال الفوري بما يحقق أكبر فائدة لتجميع الشعوب في موقع للتواصل عن بعد، لهذا لا يمكننا النظر إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي بوصفه إيجابياً أو سلبياً في المجمل، وإنما كتأثير محايد. فطريقة استخدامنا هي التي تحدد هذا التأثير سواء كان إيجابياً أو سلبياً، تأثيره في علاقتنا بالمحيطين بنا.

المسألة في المنفعل لا في الفعل، والعبرة بالمستخدِم لا بالمستخدَم، فكم من أناسٍ استخدموا تلك الوسائل الاجتماعية لزيادة تنميتهم الفكريّة وأفادتهم حقّاً، وآخرون لم تكن بالنسبة لهم إلا وسيلة سيئة ومدمرة! ويتضّح هذا بالطريقة التي نستخدم فيها الإنترنت، فبصورة عامة أتاح للناس سهولة طرح الأفكار دون قيود، وفتح أبواب النقاش سواء عن طريق المنشورات والتعليقات، وهذا بالنسبة للبرامج التي اعتدناها مثل (الفيس بوك، التويتر، الانستغرام….) وسمح للجميع باستطلاع آراء الآخرين والاستفادة من إيجابياتها ومحاذاة الخطأ منها إن كان موجوداً، ورمي ذلك بشكل مباشر لكشف آليات التفكير الموجودة عند سوانا وساعدنا على ابتداع الطريقة التي تناسب تفكيرهم.

لذا فالشباب يبرز نشاطه عبر شبكات التواصل الاجتماعية أكثر من نشاطه على أرض الواقع، لاسيّما أنه يعوّضه عن اللجوء إلى الكتب الكبيرة الحجم والمملّة بشكلٍ أو بآخر. وعلى وجه التحديد يعتبر الفيس بوك الأكثر شهرةً واستعمالاً في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، فلم يعد مقتصراً على فئة أو شريحة اجتماعية دون غيرها، بل أصبح متاحاً للجميع بغضّ النظر عن المرحلة العمرية، أو المهنيّة أو الدراسية. لكنّه يرتكز بالدرجة الأولى على فئة الشباب باعتبارهم المنصّة الأولى للتعبير عن إبداعاتهم، وطاقاتهم، وحياتهم المهنيّة والدراسية وتبادل المعارف والعلوم بشتّى أنواعها، فهم من خلاله يحاولون عرض كلّ ما بوسعهم من خبرات مهنية وأكاديمية في هذا الحقل الإلكتروني للتعلّم والمناقشة وتبادل وجهات النظر عبر إتاحة مساحة كافية للنقاش الهادف والمبني على طرح الخبرات العلمية والاستفادة منها.

وعليه نستنتج أنّ مواقع التواصل كالفيس بوك وغيره قدّمت الكثير من التفاعل الاجتماعي بين الأفراد بحيث أنه طّور آليّة التفكير لدى العديد من الأشخاص الذين عرفوا كيف يستغلّون إيجابيات الإنترنت.

العدد 1107 - 22/5/2024