هموم جامعية وإشكاليات

 تكتنف الجامعات والحياة الجامعية العديدُ من المنغصات والمشاكل التي تعترض الشباب، مما يتركهم في حالة مُثقلة بالهموم والقلق والخوف على مصيرهم ومستقبلهم العلمي والمهني.

فمنذ اليوم الأول لدخولهم حرماً كان حلماً لهم منذ نعومة أظفارهم، تبدأ تلك المنغصات بالظهور تباعاً، ابتداءً من دخولهم فروعاً وكليات لا تتناسب ورغباتهم، لكنها فُرِضَت عليهم بالمفاضلة التي لا تتم بطريقة علمية، ولا تستند إلى معطيات تتعلق بميول الطلبة واهتماماتهم ، كما أنها لا تأخذ بعين الاعتبار الظروف التي يمكن أن تكون قد اعترضت طالب الثانوية العامة وأدّت إلى حصوله على علامات متدنية أو لا تناسب طموحه، مما يودي به إمّا إلى التعليم الموازي الذي بات اليوم عبئاً ثقيلاً على الأهل، الأمر الذي قد يترك قسماً كبيراً من الطلبة خارج التعليم، أو أنهم يتجهون للتعليم المتوسط، وإمّا للتعليم المفتوح الذي صار أيضاً حلماً لارتفاع تكاليفه ومعدلاته التي لم تعد تشمل الجميع.

ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، بل يتعداه إلى مشاكل أكبر وتعقيدات أكثر تتعلق بسير العملية التعليمية واحتياجاتها كافة، ابتداءً من مواعيد المحاضرات وحضور الأساتذة والدكاترة، دون حساب لمشاكل التنقّل والمواصلات في ظل أزمة مرورية خانقة فرضتها الأوضاع الأمنية في البلد، إذ يمكن أن لا يحضر الأستاذ أو الدكتور، وفي أفضل الأحوال يصل اعتذارهما قبل موعد المحاضرة بدقائق.

فضلاً عن الطريقة التي يحصل بها الطالب على المعلومة(كتاب، نوطة، أو تسجيل أثناء المحاضرة) إضافة إلى عدم السماح للطلاب باستخدام مكتبات الكليات أو الأقسام أثناء الدراسة، رغم أنها أُنشئت لخدمتهم. وتأتي بعد ذلك الامتحانات بإشكالياتها اللامتناهية، سواء من حيث المدة المحددة لكل مادة، أو للامتحان بشكل عام، أو تلك المتعلّقة بطبيعة الأسئلة المطروحة على الطلبة من حيث أنها جاءت من الكتاب أو النوطة. ثمّ تأتي لاحقاً مشكلة ظهور النتائج المرتقبة للانتقال إلى سنة أو مرحلة جديدة، وغالباً ما يتأخّر ظهورها إلى ما بعد بدء الدوام في الفصل الثاني بكثير، وهنا يقع الطلبة بإشكالية حضور المحاضرات أم لا، بحكم أنهم لم يعرفوا نتائجهم بعد.

طبعاً يحدث كل هذا دون النظر إلى الوضع غير الطبيعي في البلاد، الذي يُرخي بظلاله الكئيبة والثقيلة على الطلبة مادياً ومعنوياً. وهذا ما يتطلّب من الوزارة والجامعات اتباع سياسات وإجراءات أكثر مرونة وفاعلية تتناسب مع ظروف الطلبة ووضع البلاد.

العدد 1107 - 22/5/2024