الوعي الاجتماعي انعكاس للواقع

الوعي الفردي انعكاس مباشر وعياني للوجود الفردي، في حين أن الوعي الاجتماعي يحوي درجات أكثر تعميماً وتجريداً. ويهم هنا تمييز الوعي الاجتماعي بأنه يعكس الروابط والعلاقات بين الظاهرات والأفراد والجماعات والفئات والطبقات. فالوعي الاجتماعي هو الذي يعمّم خبرة الوعي المباشر ويكسبها شكلاً ومحتوىً اجتماعيين يعمّقهما،‏ وينشرهما بين أعضاء الجماعة والطبقة وبين الجماهير، وبالتالي تندمج الإدراكات الفردية وتتكامل في تصورات جماعية، ما يكسبها طابعاً موضوعياً، ميزانه مصالح الجماعة (أو الطبقة) وتصوراتها وأهدافها.‏

بالمحصلة: الوعي، هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة والمجتمع من حوله. لكن قد يكون الوعي وعياً زائفاً، وذلك عندما تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه (مفهوماته) غير متطابقة مع الواقع من حوله، أو غير واقعية، وقد يكون جزئياً، وذلك عندما تكون الأفكار والمفهومات مقتصرة على جانب أو ناحية معينة وغير شاملة لكل النواحي والجوانب والمستويات المترابطة، والتي تؤثر وتتأثر في بعضها في أثناء عملية تطور الحياة.‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏يشكل الوعي السمة الأساسية الكبرى التي يتفرد بها الإنسان عن بقية الكائنات الحية. ويرجع أصله أساساً إلى العمل، و إلى نشاط الناس الإنتاجي الاجتماعي. كما أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بظهور اللغة، وهي قديمة قدم الوعي. وقد كان للغة تأثير هائل سواء في نشوء الوعي أو في تطوره، وصولاً إلى التفكير المنطقي المجرد.‏

والواقع أنه من خلال العمل والإنتاج والتجربة والتعلم، ومن خلال علاقات الناس الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فيما بينهم، تتطور مداركهم الذاتية، ويتمايزون بدرجات نضجهم العقلي والمعرفي، ويمارسون أفعالهم الغرضية (الغائية) على الطبيعة أولاً بهدف إخضاع قواها لاحتياجاتهم، ومن ثم على غيرهم، لزيادة ممتلكاتهم وهيمنتهم واستغلال عملهم وجهدهم وكدحهم.

ولهذا ترى الفلسفة الماركسية والفلسفات والتيارات المادية الواقعية المختلفة أن الوعي هو نتاج للتطور التاريخي-الاجتماعي، وليس له وجود حقيقي وواقعي خارج المجتمع. وبناء على ذلك، إذا ما تمكن الناس من تنفيذ خططهم الواقعية- المنطقية والإبداعية، فإنهم سيقدرون على بناء تغيير الطبيعة والمجتمع وأنفسهم بآن معاً. ونستذكر في هذا السياق قول لينين: (إن وعي الإنسان لا يعكس العالم الموضوعي فحسب، وإنما يخلقه أيضاً).‏

فالوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك، وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي، عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس.‏

وعندما نقول: (الوعي بأمر ما)، فالقصد من ذلك معرفة هذا الأمر وإدراكه من جوانبه المختلفة، والعمل تبعاً لهذه المعرفة ومتطلباتها. فالوعي يحصل نتيجة للتفاعل بين أنفسنا والعالم المحيط بنا، وهو يقوم بدور شديد الأهمية في التطور الاجتماعي، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً، فالأفكار التي توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تشكل عائقاً أمام هذه التطور.‏

ولمصطلح الوعي تاريخ ممتد في الفهم البشري للذات والعالم. ويستخدم مصطلح الوعي بطرق عديدة لوصف شخص ما بكونه متيقظاً وحساساً، ولوصف شخص آخر بكونه يدرك شيئاً ما، وللإشارة إلى حالة خاصة من حالات الذهن، مثل الإدراك والإحساس والتفكير، وهي حالات تتميز عن حالات الذهن غير الواعية.‏

ويهمنا في هذا البحث التركيز على مسألة الوعي المعرفي (دون الدخول في أشكال وأنواع الوعي الأخرى وقضية اللاوعي وغيرها)، الذي يقابله بالإنكليزية مصطلح Cognitive Consciousness، ويشار إليه أيضاً بوصفه وعياً عمدياً ومتعدياً، فهو يستلزم وجود علاقة عقلية بموضوع أو كائن، ويشمل ظواهر وعمليات أساسية مثل التفكير، وأن يصبح على وعي بوجود شخص آخر، وحضور لمشكلة ما، ومعرفة الحقائق العلمية حول مجال معين. لكن مصطلح Consciousnessنادراً ما يقتصر استخدامه على المعنى المعرفي، على سبيل المثال، المصطلحات السوسيولوجية والسياسية، الوعي الطبقي، والوعي القومي، والوعي البيئي.. إلخ، فإن الوعي يقف هنا عند الاهتمام المعتاد والمعرفة عن قضايا هذا الموضوع. القاسم المشترك لجميع أنواع الوعي المعرفي هو توجهها نحو هدف أو موضوع، قد يكون ملموساً أو مجرداً.‏

ويرى ماركس أن الإنسان يتفوق على الحيوان ويتميز عليه بالوعي. وهذا الوعي يبدأ بمجرد أن يبدأ الإنسان في إنتاج وسائل العيش، تلك الوسائل التي تتحدد بداية بظروف الطبيعة وإمكاناتها. وعليه فعندما ينتج الناس هذه الوسائل يبدؤون في إنتاج حياتهم المادية والعقلية. ووفقاً لماركس، ليس وعي البشر هو الذي يحدد وجودهم، بل على العكس، يتحدد وعيهم بوجودهم الاجتماعي. فالوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادي المحيط بنا، ولذلك فهو نتاج (أو منتَج) تاريخي. والإنسانية كما يقول ماركس تتأسس بوساطة العالم المادي، الذي فقط من خلال انخراطنا فيه نستطيع ممارسة قوتنا أو سلطتنا ويتم تأكيد واقعها.‏

ويعرّف ماركس الوعي الاجتماعي بأنه مجموع الأفكار والنظريات والآراء والمشاعر الاجتماعية والعادات والتقاليد التي توجد لدى الناس، والتي تعكس واقعهم الموضوعي. كما أن الوجود الاجتماعي للناس يتصف بالتعقيد والتنوع. ويدل استعراض التاريخ الاجتماعي على حقيقة أنه مع تغير الوجود الاجتماعي للناس يتغير أيضاً وعيهم الاجتماعي.. وأن الوعي الاجتماعي يتصف بخاصية الاستقلالية النسبية في تطوره. فالوعي الاجتماعي قد يتخلف عن تطور الوجود الاجتماعي أو قد يسبقه، وتتضح الاستقلالية النسبية للوعي الاجتماعي في استمرارية التطور. فالوعي ليس في علاقة سلبية مع الوجود (كما حاول أعداء الماركسية إلصاق هذه الفريّة بها)، ولكن الوعي يؤثر تأثيراً إيجابياً على الوجود الاجتماعي (1).‏

ويرى جون سكوت John Scottأن (الوعي هو استيعاب (أو الانتباه إلى) الظواهر المتصورة أو التي يتم تجربتها. ويرتبط وعي الشخص بالعالم من خلال توسط الحواس بحسبانها الوسيلة التي يتم من خلالها بناء التوجهات ودورات العمل. وبالتالي، فإن ممارسة الانتباه والتفكير والحكم تسمح بدرجة من السيطرة الواعية على الغرائز الموروثة من خلال التقييم العملي للوسائل وتأجيل الإشباع. إنها القدرة على الوعي التي تسمح للبشر بالتأقلم التدريجي مع الواقع الخارجي والتكيف معه، من حيث أنه وسيلة لتحقيق أهدافهم(2).‏

بينما يعرّف أ.ك. أوليدوف الوعي الاجتماعي بأنه :(إعادة إنتاج البشر للواقع الاجتماعي في شكل أفكار وتصورات ورؤى في مرحلة معينة من التطور التاريخي. فالوعي الاجتماعي هو إذاً الإحاطة بالواقع من جانب طبقة محددة أو فئة اجتماعية أو المجتمع بأسره)(3).‏

أما عبد الباسط عبد المعطي، فيشير إلى أن للوعي الاجتماعي ثلاثة مستويات وثلاثة أبعاد، وهي(4):‏

-المستوى الأول: الوعي اليومي المباشر، الذي اهتم به الوظيفيون أكثر من غيره، وهو تعبير عن خبرة الحياة اليومية المباشرة وحاجات البشر اليومية، أي أنه أكثر ارتباطاً بالوجود العياني المباشر، ولذلك فهو تفصيلي وتجزيئي، ويتسم بالعفوية والتلقائية، ويرتبط بالخصائص النفسية الاجتماعية للبشر، التي تعكس وجوداً اجتماعياً، له خصائصه ومكوناته. ونظراً لأن الوجود الاجتماعي المرحلي، والخصائص النفسية المتعينة بناء عليه ليسا منقطعي الصلة بمراحل تاريخية مضت، فإن خصائص أنماط من وجود اجتماعي سابق، وخصائص نفسية اجتماعية مرتبطة بهما، تنعكس هي الأخرى من خلال الخبرات اليومية والمباشرة للناس.‏

-المستوى الثاني: الوعي النظري الأيديولوجي، الذي يعكس وجوداً طبقياً محدداً، ويأتي إدراكاً وتصوراً طبقيَّين للمجتمع وما يحويه من علاقات، وما يوجد بينهما من تناقضات، وأيضاً تصوراً للعلاقة بالطبيعة، سواء كانت علاقات سيطرة وخضوع من البشر أو للبشر، وخبرتهم الماضية في السيطرة عليها، وما اخترعوه من فنون في الإنتاج والعمل والتفاعل والتنظيم.. إلخ. ويحاول من منظور تاريخي ومعاصر فهم جوهر الواقع الاجتماعي وظاهراته والقوانين الأساسية التي تحكم سيرورته.‏

-المستوى الثالث: الوعي العلمي، الذي طورته قوى الإنتاج ونوظفه لخدمة مصالح إنتاجية وأيديولوجية، وهو أيضاً نتاج لتراكمات الماضي، والاتصال العلمي مع مجتمعات أخرى، سواء على شكل استعارة أو تبعية أو تطويع.‏

وأما عن الأبعاد، فهي تشير إلى وجود وعي فردي، يعبر عن فرد محدد له ظروفه النوعية الخاصة، ويعكس وجوداً فردياً عيانياً محدداً، و إلى وعي جماعي أو جماهيري، يعني وعي طبقة محددة أو مجتمع محدد، وهو إدراك وتصور طبقيان للمجتمع والطبيعة. و إلى وعي مجتمعي، يعكس الوجود الاجتماعي ككل، لكن بتضاريسه وتبايناته وتناقضاته، ويشير إلى إدراك وتصور القضايا المجتمعية الأساسية.‏

علماً أن هذه المستويات والأبعاد لا توجد منعزلة عن بعضها، أو عن تاريخ المجتمع، لأنها دينامية متفاعلة جدلياً في ما بينها باستمرار. وكلا المستويين الفردي والاجتماعي يتبادلان التأثير والتأثر من منظور جدلي، ويحتاج فهم الواحد منهما إلى فهم الآخر، إلا أن التفريق بينهما يكشف عن أمرين: يوضح الأول أن الأبعاد المعرفية المختلفة التاريخية والمعاصرة، بما في ذلك الأيديولوجيا، تؤثر في الوعي الاجتماعي، إضافة إلى تأثره بتفاعل وعي الأفراد. ويوضح الثاني درجة انعكاس الواقع وشكل (أو أشكال) هذا الانعكاس ومحتواه.

فالوعي الفردي انعكاس مباشر وعياني للوجود الفردي، في حين أن الوعي الاجتماعي يحوي درجات أكثر تعميماً وتجريداً. ويهم هنا تمييز الوعي الاجتماعي بأنه يعكس الروابط والعلاقات بين الظاهرات والأفراد والجماعات والفئات والطبقات. فالوعي الاجتماعي هو الذي يعمم خبرة الوعي المباشر ويكسبها شكلاً ومحتوىً اجتماعيين يعمقهما، وينشرهما بين أعضاء الجماعة والطبقة وبين الجماهير، وبالتالي تندمج الإدراكات الفردية وتتكامل في تصورات جماعية، ما يكسبها طابعاً موضوعياً، ميزانه مصالح الجماعة (أو الطبقة) وتصوراتها وأهدافها.‏

بالمحصلة: الوعي، هو ما يكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة والمجتمع من حوله. لكن قد يكون الوعي وعياً زائفاً، وذلك عندما تكون أفكار الإنسان ووجهات نظره ومفاهيمه (مفهوماته) غير متطابقة مع الواقع من حوله، أو غير واقعية، وقد يكون جزئياً، وذلك عندما تكون الأفكار والمفهومات مقتصرة على جانب أو ناحية معينة وغير شاملة لكل النواحي والجوانب والمستويات المترابطة، والتي تؤثر وتتأثر فيما بينها في أثناء عملية تطور الحياة.‏

في كتابه (الإنسان الحائر بين العلم والخرافة) (5) يقول الدكتور عبد المحسن صالح: إن (الدارس لنشأة المجتمعات البشرية، وأنماط سلوكها، وضروب أفكارها، سوف يضع يديه على حصيلة هائلة من الأفكار الغريبة، والتقاليد المثيرة، ومعظمها – بلا شك- قد نبع من تفاعل الإنسان مع البيئة الطبيعية التي يعيش فيها.. فلقد رأى الإنسان القديم مثلاً من ظواهر الطبيعة أموراً حيّرته أشد حيرة، فأثارت مخاوفه، وشحذت خياله، ومن ثم فقد بدأ في استنباط تفسيرات تتلاءم وإدراكه البدائي أو البسيط، ومن هذه التفسيرات الخاطئة للظواهر الكائنة، نبتت الخرافات، وترعرعت الخزعبلات، وانتشرت الأساطير في كل المجتمعات).‏

ويضيف: (الخرافات الحديثة هي – بلا شك- نتيجة للأنشطة المختلفة التي يعيش فيها الإنسان الحالي. وقد يكون لهذه الخرافات جذور قديمة، لكنها اتخذت نغمة أخرى لتساير عصرنا هذا، ومما زاد الطين بلة أن الغالبية العظمى من أجهزة التثقيف والإعلام عندنا، وفي كثير من دول الشرق والغرب أيضاً، ما زالت تروج للعديد من الخزعبلات أو المزاعم الضارة.. فبدلاً من أن تكون أداة توجيه وترشيد وتحكيم بين الغث والسمين، والحق والباطل، والصواب والخطأ، بدلاً من ذلك نراها تنشر بين الناس مزيداً من أمور الدجل والشعوذة، وتحاول ربطها بعلومنا الحديثة).‏

صحيح أن العلم تجابهه بعض التحديات، وصحيح أن هناك ظواهر لم تعرف كل أسرارها بعد، وصحيح أننا لم نصل إلى نهاية المعرفة، وأن ما لا ندرك سره اليوم قد ندركه غداً، فكل شيء يتطور ويصقل، والتطور يحتاج إلى زمن، وفي كل يوم نرى إنجازات علمية جديدة، ونضيف إلى معارفنا ما لم تعرفه كل الأجيال السابقة، لكن ذلك لا يعني أن ما نعجز عن إدراكه وتفسيره الآن، نعيده إلى (المعجزة)، بل يعني أن الوقت لم يحن بعد لإدراكه، لقصور نسبي في مفاهيمنا الحالية.‏

وإذا كنا نتفق بشأن ما مر من نقاط محورية ارتكازية لتحديد مفهوم الوعي (Consciousness) بوصفه المعرفة والإدراك والتنبه والفهم للذات والعالم الخارجي وللانتماء الاجتماعي، وأنه ينتج عن العمل والفعل الاجتماعي المترافق مع التأمل والتفكير بالعالم الموضوعي المحيط، فإن ذلك يدفعنا إلى الاستنتاج المنطقي القائل، إنه بغية تغيير الوعي أو إعادة بنائه لا بد من تغيير الواقع المنتج لهذا الوعي قبل كل شيء. إذ لا يمكن أن ننجح في بناء وعي مجرد في أذهان الناس عن ظروفهم المعيشية والحياتية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية…إلخ، وإلا أصبح ذلك نوعاً من تزييف الوعي أو تشكيل صور غير حقيقية وغير واقعية في أذهان الفئات والجماعات المستهدفة، سواء كانت من الكبار الراشدين أو الأطفال، من المتعلمين أو الأميين. أي أن الوعي يجب أن يرتبط بالسلوك والممارسة واللغة المتداولة ودلالاتها المعرفية الملموسة.‏

كما لا بد من الإشارة في هذا المجال إلى الأهمية الفائقة لتشكيل الوعي العلمي وإقامته على أسس منطقية- عقلانية مقنعة، تترسخ في أذهان الناشئة عبر الأسرة والمدرسة والجامعة والمجتمع ووسائل الإعلام والتثقيف والتواصل الاجتماعي. وهو أمر لا بد أن يخضع إلى تخطيط وبرمجة ومنهجية تكاملية، بحيث يتم بذر الوعي المعرفي العلمي وتطويره وترسيخه، في مختلف مراحل العمر ومناحي الحياة اليومية، وليس على شكل جزر تعليمية أو مدرسية منفصلة عن بعضها وعن واقع المجتمع، الذي تنتشر فيه القصص والخرافات والخزعبلات، بأشكال عديدة، مثل السحر والخوارق والشعوذات، وقراءة الطالع والأبراج، ومواجهة الأمراض الخطيرة بالأحجبة والتعاويذ وما يسمى بـ(الروحانيات)، ومزاعم امتلاك (القدرات الخفية) و(الاستثنائية) وغير ذلك من أضاليل وأوهام. وإن أي عمل تربوي – تثقيفي – تعليمي- توعوي، لا يواجه الغيبيات والماورائيات والفكر الطائفي والمذهبي والتكفيري والظلامي والانعزالي، من خلال نشر المعرفة العلمية في كل مناحي الحياة، وإشاعة العقلانية، والتفكير الحر والإبداعي، ومفاهيم المواطنة وحرية التعبير والديمقراطية، والتعددية، ونشر ثقافة التسامح وحق الاختلاف بالآراء والمعتقدات والأفكار وترسيخ الفكر النقدي الموضوعي.. لن يكتب له النجاح في مسعاه الرغبوي، ولن يتمكن من تكوين وعي اجتماعي فعال ومؤثر في مسيرة التنمية المجتمعية الشاملة المرجوة.‏

الهوامش:‏

*الموسوعة الفلسفية السوفييتية، بإشراف م. روزنتال، ي يودين، ترجمة سمير كرم، ط2 (بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، 1980)، ص 586-588، وانظر كذلك: موسوعة السياسة، تحرير مجموعة من الباحثين، مدير التحرير ماجد نعمة، الجزء السابع (بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1994)، ص 295-297، وكذلك: الموسوعة الفلسفية (الروسية) الجديدة في أربعة مجلدات، ط2 مزيدة ومنقحة، أعدها معهد الفلسفة في أكاديمية العلوم الروسية والصندوق العلمي القومي –الاجتماعي الروسي، المجلد الثالث (موسكو: دار الفكر، 2010)، ص 719-720 (باللغة الروسية).‏

Scott،John، Conceptualising the social World، Principales of sociologica Analysis، Cambrige University Press، New York، 2011، P.219.‏

*أ.ك. أوليدوف، الوعي الاجتماعي، ط2 (بيروت: دار ابن خلدون، 1982)، ص 31.‏

*عبد الباسط عبد المعطي، الوعي التنموي العربي، ممارسة بحثية (القاهرة: دار الموقف العربي للصحافة والنشر والتوزيع، 1983)، ص 25-26، 56.‏

*د. عبد المحسن صالح، الإنسان الحائر بين العلم والخرافة، سلسلة (عالم المعرفة)، ط2، 235 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تموز (يوليو) 1998)، ص 7-15.‏

 

العدد 1105 - 01/5/2024