الصهيونية صانعة الإرهاب

إذا أمعنا النظر إلى الأحداث التي جرت في نهاية القرون الوسطى وبداية العصر الحديث في القارة الأوربية، نرى أنه حدثت تغيرات كثيرة في تلك الدول مثل إحداث دول أوربية مستقلة الكيان وتغير نوع الحكومات فيها، وقيام ثورات ضد تلك النظم والحكومات التي تتالت في إدارة شؤون القارة والتي كانت فترة زمنية طويلة تحت سيطرة الكنيسة، نتيجة هذا الوضع دخلت أوربا في صراع مرير فيما بينها من أجل استقلالية السلطة من الكنيسة، وكان وراء كل ما حدث فيها وجود تنظيمات سرية مبرمجة من قبل الصهيونية والماسونية النورانية العالمية من أجل السيطرة على حكام وحكومات تلك الدول..

لذلك صنعت هذه المنظمة السرية طريق الإرهاب من أجل الوصول إلى أهدافهم البعيدة، ومن هنا بدأت تتغلغل في كل مرافق الحياة الدينية والدنيوية وكل من كان يخالف أو يخرج أو يكشف أسرار تلك المنظمة السرية كان مصيره الاغتيال بطريقة أو تهمة ما لأنهم كانوا مسيطرين على إعلام تلك الدول.. ومن ذلك الوقت بدأت الصهيونية الماسونية تسيطر وتجند القادة والحكام العسكريين من أجل السيطرة على العالم عن طريق الثورات الشعبية والحروب الداخلية والخارجية، وتسخير كل إمكانات أوربا وبعضها أمريكا لتنفيذ سياستها السرية في إخضاع تلك الدول تحت مسميات كثيرة مثل الكذب على الناس والنفاق والدفاع عن حقوق الإنسان، هذه كلها كانت أوهاماً، لكن الحقيقة كانت شيئاً آخر.

هدفنا من هذا الكلام أن من صنع الإرهاب ومارسه في الحياة العملية ومازال يمارسه بشتى الطرق والأساليب هي الصهيونية الماسونية العالمية، وعملوا جاهدين على تقوية هذا الإرهاب بطرق وأساليب مختلفة حتى يجعلوا من شعوب العالم عبيداً لهم ليصلوا إلى أهدافهم البعيدة والقريبة.

وفعلاً استطاعوا أن يطوروا هذا الفكر وينشروه في أصقاع العالم وبطرق مختلفة، حتى أصبح وباء على كل الدول والقارات ولن تسلم أية منطقة على كوكبنا إلا ويدخلها هذا الإرهاب بطريقة ما.

وها هو شرقنا العربي قد احتضنه ونشره وطبقه على دوله، لذا سوف يدفع الثمن غالياً، لأنهم بمالهم وغبائهم أدخلوا هذا الإرهاب من بابه الواسع تحت مسميات عديدة وأهداف خيالية لا صحة لها من أجل تدمير المنطقة بالكامل، واستنزاف خيراتها.

لذا استفادت الدول التي صنعت ونشرت الإرهاب اقتصادياً ومالياً لأنها كانت تزود الدول التي استقبلت وفتحت أبوابها أمام تدريب المقاتلين من كل صوب وإرسالهم إلى منطقتنا العربية تحت اسم (الربيع العربي)، ولكن آجلاً أم عاجلاً سوف يرتد هذا الإرهاب على صانعيه ومموليه، والهدف الأول والأخير كان خدمة دولة إسرائيل، وحمايتها وضمان أمنها واستقرارها التام.. فأين دول الخليج؟ وماذا كان هدفهم من احتضان هذا النوع من الإرهاب القاتل؟

العدد 1105 - 01/5/2024