صيف لاهب.. وشح في الماء

ينتظر السوريون صيفاً ساخناً، وشحاً واضحاً في مياه الشرب، لاسيما في دمشق وريفها، التي تتزود بمياه نبع الفيجة، الذي لم تصل نسبة غزارته إلى نصف المعتاد، نظراً لقلة الهطل المطري، خلال موسم الأمطار المنصرم. وتحاول وزارة الموارد المائية، ومديريات مياه الشرب، مواجهة هذا التحدي الكبير، الذي ستظهر تبعاته قريباً، دون ان تعلن عن سبل هذه المواجهة، ولا ماذا أعدت لتأمين مياه الشفة للمواطنين؟ واكتفت الوزارة ومديرياتها، بالطمأنة المعتادة، دون الدخول في التفاصيل التي تقطع الشك باليقين، وتضع النقاط على الحروف، وتجعل المواطن في حالة من الاطمئنان الحقيقي. أما التأكيدات التي نسمعها بأن المياه ستكون متوفرة وفقاً للكميات الموجودة، كما نشرت وسائل الاعلام المحلية مؤخراً، فإنها تثير الكثير من الخوف والقلق، لجهة كفاية كميات مياه الشرب خلال فترة الصيف، وسبل توزيعها بالعدل وحسب الحاجة؟

ليس من السهولة تأمين مياه الشرب، خاصة في الأوضاع الراهنة، لكن المواطن الذي رضخ لكثير من الشروط غير اللائقة، وكظم غيظه، لن يكون بمقدوره التحمل أكثر، لأن صبره فاق الحدود، والفرص المتاحة لتأمين احتياجاته من مياه الشرب، تكاد أن تكون معدومة. ما يجعل من دور الدولة المهم لتأمين احتياجات مواطنيها من الماء، أولية لا بد من تطبيقها، وأن تأخذ كل الجهات المعنية، ومنها المواطن نفسه، ما يمكن ما إجراءات، لا سيما التقنين كضرورة ملحة الآن. منذ نيسان الماضي والتوقعات تشير إلى أننا مقبلون على صيف ساخن، ومتعب، وقاس، لنقص واضح في مياه الشرب، وهاهو ذا الصيف دخل بيوتنا، ومشكلة المياه مازالت معلقة، كعادة الجهات العامة التي لا تحيد عنها، في انتظار المشكلة حتى تصل، والواقعة حتى تقع. 

العدد 1105 - 01/5/2024