أمهات سورية يأملن بسلام مديد

بعد سنوات خمس من القهر والحزن.. من الموت والدمار.. وبعد زمن من عمرٍ تاه ما بين النزوح واللجوء، والتشرد في شوارع الخيبة والضياع، وافتراش أرصفة الذل.. بعد سنوات من القلق والخوف على مصير مجهول لأبناء مفقودين.. وآخرين في ساحات القتال يصارعون.. بعد سنوات بدت لنا دهراً لن تنتهي مآسيه.. وبعد توقف حربٍ عاثت في بلادنا خراباً وفساداً واستغلالاً لإنسانية البشر..

بعد كل هذه الفجائع والآلام.. وبعد خمسة أعياد أمٍّ كانت عبقة بالدموع والآهات.. حلَّ عيد الأم هذا العام مزهراً بالأمان والسلام.. فعاشت الأمهات سلاماً كان مفقوداً وأماناً كان منشوداً، فغدا العيد واحةً لبعض فرح ما زال مشوباً ببعض حزن لفقد أحبة صاروا نبض أرض ضمّت رفاتهم.. ولرحيل أحبة استظلوا بلداناً بعيدة من هجير حرب أحرقتهم..

لكن، ورغم أن العيد هذا العام جاء ببشائر السلام، غير أنه ظلّ مشوباً بقهر دفين لأبناء افتقدوا أمهاتهم في لجّة الموت العبثي..

ففي هذا العيد نأمل السكينة والسلام لأرواح أمهات ارتحلن إلى السماء..والطمأنينة الدائمة لأمهات ما زلن على قيد أرق يقضُّ مضاجع الروح وهنّ بانتظار أبناء ما زالوا بعيدين أو مجهولي المصير..في هذا العيد المتشح بسلام نأمله دائماً، ندعو بالصبر والسلوى لكل أم أوجع الفقد كبدها وروحها، فلاذت بالذاكرة والآهات..في عيد تتضوّع من لحظاته أزاهير الأمل بسلام عساه مديداً، نقول لجميع أمهات سورية: كل عام وأنتنَّ بخير يا أمهات الوطن..

ويا جميع أمهات سورية لا يمكننا إلاً أن ننحني إجلالاً أمام عظمتكن التي سطّرت بلا شكّ وطرّزت وشاح الوطن بصبرٍ لا ينفد ولا يلين..لَكُنَّ أمهاتنا في كل يومٍ.. لَكُنَّ أمهات سورية.. وقفةَ خشوع لصبركن العظيم!

العدد 1105 - 01/5/2024