طفح كيل المواطن أيتها الحكومة

قد تكون هذه السنوات من أضيق السنين، وأقسى المراحل، على المواطن، شظف عيش، دخول منخفضة، وفقر شديد. ليبرز التساؤل: لماذا تبدي الحكومة عجزها، وتقف مكتوفة اليدين؟ بلغ السيل الزبى، وأغلقت أمام الفقراء والمهمشين والضعفاء اقتصادياً، أبواب تحسين واقعهم، ولم تتحرك الوزارات ذات الصلة، لتغيير هذا الواقع المزري، واستبداله بواقع جديد، يفسح الأمل لهذه الفئات بأن تحيا بكرامة، وتقي نفسها شر السؤال، ومد اليد في الاتجاه الخاطئ. بلاشك، الأزمة الراهنة، الطاحنة، بددت أحلام السوريين، بالعيش الكريم، لكن ثمة أمل لابد من الاستناد إليه، يتعلق بامكانية اتخاذ اجراءات تستبعد كل المظاهر المخلة التي تستهدف حيوات الناس، ومعالجة عدد من الأخطاء التي أرهقت كاهلهم، وتخفف من المعاناة التي تؤرقهم. لم تنفذ الحكومة السابقة وعودها بتحسين واقع حياة الناس، نكثت بكل ما قدمته من آمال، وتراجعت عن قراراتها التي طبلت وزمرت لها كثيراً، ولم تطبق منها شيئاً، كتوزيع سلة غذائية تموينية على دفتر العائلة في صيف العام الماضي، فكان قراراً ارتجالياً للاستهلاك الاعلامي البحت، ولطمأنة الناس لوقت قصير قبل دفعهم الى الهاوية. ماذا تقول الحكومة لمواطنيها الذين بدأوا يستكثرون على أنفسهم وجبة الطعام لانعدام القدرة على شرائها، ويختصرون الكثير من احتياجاتهم التي لاطاقة لهم على تلبيتها؟  ماذا تقول لهم، بعد أن باتوا يحسبون ثمن (المكدوسة) الواحدة، التي يسجل لها التاريخ لأول مرة دخولها لنادي الأغنياء؟ وبالمسطرة ذاتها يمكن القياس على الخدمات الطبية، والتعليمية، والنقل… إلخ؟

طفح كيل المواطن أيتها الحكومة، لم يعد بمقدوره احتمال قسوة العيش، ولا يمكّنه دخله من الاستمرار بالصمود، باتت حياته جحيماً حقيقياً، ولابد من شيء يُتخذ يتجاوز الوعود، إجراء فعلي، وعملي، ينقذ هذا المواطن من الموت المحتم بأشكاله المختلفة.

العدد 1107 - 22/5/2024