أوباما يحشد الأنصار لغزو داعش وصمت دولي عن داعمي الإرهاب ومموّليه!

الرئيس الأمريكي مصمم، كما يبدو، على الاستمرار في تحديه للواقع والمنطقة، ولمتطلبات الاستقرار والأمن العالميين، وخاصة في الشرق الأوسط الذي (تقلّى) على نار الإرهاب الداعشي:

(سنقضي على قادة داعش من أجل تدميرها مثلما فعلنا مع القاعدة).

(في البداية نردهم على أعقابهم، ونضعف قدراتهم، ونقلص المساحات التي يسيطرون عليها، ونقضي على القادة، ثم بمرور الوقت لن يستطيعوا تنفيذ هجمات إرهابية كالسابق).

(لقد حشدنا الحلفاء لهزيمة داعش التي تشكل خطراً على الغرب).

يبدو أن أوباما تناسى تماماً من أوجد القاعدة، ومن شجعها ومن ساندها لأداء المهام بـ(الوكالة).. تناسى أن قتل بن لادن لم يدمّر القاعدة التي تتشظى منظمات (وليدة) حسب مشيئة المؤسس، وخدمة لأهدافه الاستراتيجية في المناطق الساخنة في أرجاء العالم.

أوباما متحمس اليوم للحل العسكري، مثلما كان متحمساً لإفشال أي مسعى سلمي لحل الأزمة السورية، لكنه يريد أيضاً إقناع المجتمع الدولي أن ظاهرة الإرهاب كانت وليدة الأزمة السورية (المعقدة) وليست وليدة مخيلة المخابرات الأمريكية ومخططاتها، وقد استخدموها بعد ذلك لقتل طموح الشعوب العربية التي نزلت إلى الشوارع مطالبة بالديمقراطية والخبز، وحرف التحركات الجماهيرية السلمية المشروعة باتجاه العنف والإرهاب خدمة لأصحاب العروش وحكام المشيخات الخليجيين الذين رأوا في التحركات الشعبية (بعبعاً) قد يطيح بهم إلى متحف التاريخ.

ونسأل هنا السيد أوباما وحلفاءه القدماء والجدد: ألستم من شكلتم (أصدقاء سورية)، وفتحتم مخازنكم العسكرية وخزائنكم المصرفية لتشجيع الإرهابيين والمتطرفين الإقصائيين، ومساندتهم في جرائمهم بحق الشعب السوري وضد كيان الدولة السورية؟!

حسناً يا سيد أوباما.. أصدر أوامرك بتجفيف منابع دعم المنظمات الإرهابية، وأنت تعلم جيداً جميع هذه المنابع.. ثم أوقف شراء النفط السوري الذي يهرب عبر تركيا إلى الأسواق العالمية، ويصب المليارات في جيوب أمراء الإرهاب.. وأغلق معسكرات تدريب الإرهابيين في الأردن وتركيا، أوعز لحليفك العثماني بإيقاف تدفق الإرهابيين عبر حدوده مع سورية، ربما نصدق بعد ذلك توجهكم المعادي للإرهاب.. ربما نصدق بعد ذلك أن الإمبريالية الأمريكية تسعى إلى السلم والأمن ومصالح شعوب العالم.

الجيش السوري يتابع تصديه واستهدافه لمواقع الإرهابيين في جوبر وريف حماة ودير الزور والرقة والقنيطرة، ويدكها، ويتقدم في كل يوم إلى مواقع جديدة، وشعبنا الصامد الصابر متطلع إلى استمرار عمليات المصالحة الوطنية والانفتاح على جميع القوى الوطنية لتشكيل الجبهة السياسية.. الاجتماعية العريضة.. الواسعة، لتصليب المواجهة مع الإرهاب.. ويطالب حكومته الجديدة ببذل جهودها من أجل ملاقاة هموم الجماهير الشعبية، فهذه الجماهير هي، بجميع المقاييس، السند الحقيقي للصمود السوري.. أما خطط أوباما وحلفائه فتعوزها المصداقية.

العدد 1107 - 22/5/2024