كما كنا خلال تسعين عاماً.. سنبقى.. دفاع دون هوادة عن مصالح الجماهير الشعبية

تسعون عاماً لم تغب فيها هموم الجماهير الشعبية عن بال الشيوعيين السوريين وحزبهم، بل كانت في كثير من الأحيان تتصدر نضالاتهم ضد الاستغلال الطبقي للعمال والفلاحين الفقراء، ومن أجل حقهم في العمل، ومن أجل ساعات أقل، وضمان اجتماعي أفضل.. من أجل قطعة الأرض، والسماد، وأسعار عادلة للمحاصيل، من أجل قوت المواطن اليومي، وهمومه المعيشية الأخرى وحاجاته التعليمية والصحية والفكرية.

خاض الحزب معارك شرسة ضد الإقطاع، خاصة في المناطق الشرقية والشمالية، وصلت إلى حد التصفية الجسدية، وفي كثير من الأحيان كان رفاقنا يعملون متخفّين، ويقودون الإضرابات والاجتماعات ضد هذا الإقطاعي أو ذاك، ومن أجل إصلاح زراعي يقضي على الملكيات الإقطاعية الكبيرة ويعيد توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين.

كذلك ناضل الحزب من أجل قانون للعمل يضمن للطبقة العاملة الوليدة في أربعينيات وخميسينيات القرن الماضي أجراً معقولاً، ورعاية طبية، وضماناً اجتماعياً، وساهم في تأسيس النقابات العمالية والمهنية التي تولت الدفاع عن المطالب المباشرة للكادحين، وساهم رفاقنا العمال بعد صدور قوانين التأميم، بالمشاركة والتعاون مع الأحزاب الوطنية الأخرى بتشغيل هذه المعامل التي أصبحت فيما بعد نواة لقطاع صناعي عام ساهم في التطوير الاقتصادي للبلاد.

لقد أطلق البعض على حزبنا اسم (حزب الخبز)، للتدليل على اهتمامه بالحياة المعيشية للفئات الفقيرة والمتوسطة، ولم تقتصر الأمور بالطبع على الخبز، بل على ضمان توازن حقيقي بين دخل العمال والأجراء الزراعيين والعاملين في الدولة والقطاع الخاص من جهة، والمستوى العام لأسعار المواد الأساسية لمعيشة هذه الفئات الكادحة من جهة أخرى. وكان حزبنا ومايزال يربط بين صوابية السياسة الوطنية للبلاد ونجاحها، وتلبية الهموم الحياتية للفئات الفقيرة والمتوسطة التي تلعب الدور الرئيس في إنجاح هذه السياسة الوطنية.

ولعبت صحافة الحزب ومنشوراته الأخرى، منذ تأسيسه، دوراً بارزاً في إبراز مطالب الجماهير الشعبية، وإيصال صوتها إلى الجهات الحكومية والمؤسسات المعنية، ولم تترك صحافة حزبنا شأناً اقتصادياً أو اجتماعياً دون أن تتطرق إليه، فتبرز أهميته وإيجابياته، إذا كان يصب في مصلحة الجماهير الشعبية، أو تنتقده وتبين سلبياته وتأثيراته الضارة على الوضع الاقتصادي للبلاد وعلى معيشة الفئات الفقيرة.

تسعون عاماً مضت وحزبنا مازال كما كان حزب الوطن والشعب.. نفخر بتاريخه المجيد الذي يُعد جزءاً من تاريخ سورية الحديث، نعتز بانتصاراته، وندقق في نكساته وأخطائه.. ونسعى مع جميع القوى السياسية والاجتماعية الخيرة المحبة لسورية، إلى حل سياسي للأزمة السورية، ونتطلع إلى مستقبل سورية الديمقراطية العلمانية، المعادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية السوداء..

عاشت الذكرى التسعون لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.. والمجد لذكرى شهدائه، وشهداء الوطن.

العدد 1105 - 01/5/2024