كي لا ننسى: فوزي الشلق

ولد فوزي الشلق عام 1912 بدمشق، ودرس في اللاييك وحاز البكالوريا عام 1930. توجه في العام نفسه إلى جامعة (كان) في النورماندي لدراسة الميكانيك والكهرباء، وهناك بدأ يتفتح وعيه الاشتراكي، وشدّته مقالات جريدة الحزب الشيوعي الفرنسي (الأومانيتيه) وكفاح الطبقة العاملة، كما تابع باهتمام محاكمات جورج ديمتروف، الذي اعتقلته السلطات الهتلرية واتهمته بحرق الرايخستاغ عام 1933. عاد إلى دمشق عام 1936 وقام بأعمال حرة مثل تركيب الراديوات، وأسّس مع مهندس الكهرباء رشيد جلل معملاً يستورد قطع أجهزة الراديو لتطبيقها، مطلقين على هذا الراديو اسم (كروان راديو).

وذكر فوزي أن فريد جلال هو أول من أنتج فيلماً صامتاً أسماه (تحت سماء دمشق). كان من ممثليه فريد جلال وتوفيق الحبوباتي.. ولكن الفيلم لم يلق النجاح بسبب ظهور الفيلم الناطق. عام 1937 توظف فوزي الشلق في البلدية رئيساً لورشة تصليح السيارات، وفي الوقت نفسه استمر حتى 1939 يعمل في معمل الراديوات.

انتسب فوزي الشلق إلى الحزب الشيوعي السوري على يد فوزي الزعيم، وبسب الوضع الميسور لفوزي لم تَحُمْ حوله أية شبهة، ولذا اتخذت قيادة الحزب من أحد بيتيه مسكناً للكادر السري. وجرى الأمر نفسه بالنسبة لرشيد جلال، إذ اختبأ عنده خالد بكداش في أيام ملاحقة الحزب الشيوعي، في عهد حكومة فيشي سنة 1941. وبعد أن عاد الحزب إلى العلنية عام 1942 أخذ اسم فوزي الشلق يظهر إلى العلن، وفي عام 1943 تفرغ للعمل الحزبي.

عام 1943 اختير فوزي الشلق أمين سر لجمعية أصدقاء الاتحاد السوفييتي في سورية ولبنان، وأثناء الهجوم على مكتب الحزب الشيوعي بدمشق عام 1947 كان فوزي في عداد المدافعين عن المكتب، الذين وضعوا دمهم على أكفهم دفاعاً عن المكتب لصدّ الجموع الغاضبة. وبعد أن لوحق وسجن لفترة قصيرة انتقل إلى بيروت بناء على رغبة الحزب، وعمل في جهازه السري بين عامي 1948 و،1951 تاركاً حياة النعيم والرفاه وراءه مضحياً في سبيل تحقيق الأفكار التي اعتنقها.. وبسبب مرضه ترك الحزب في أواخر 1951.

العدد 1105 - 01/5/2024