المؤتمر السادس والعشرون للاتحاد العام لنقابات العمال: محاربة الفساد ومعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية

بدأ الاتحاد العام لنقابات العمال أعمال مؤتمره العام السادس والعشرين برعاية السيد  الرئيس بشار الأسد، وذلك يوم الأحد 18 كانون الثاني 2015 في صالة الفيحاء بدمشق تحت شعار (سورية تستحق منا كل الجهد والعرق والعمل.. ونحن لن نبخل عليها بشيء كما لم يبخل أبطالنا بدمائهم وأرواحهم)، في ظل النضال المستمر للعمال وأبناء الحركة النقابية الذين كانوا إلى جانب قواتنا الباسلة صفاً واحداً، فدافعوا وأصيبوا واستشهدوا ليبرهنوا أنهم جند حقيقيون.

وناقش المؤتمر الذي انعقد خلال الفترة 18 – 21 كانون الثاني جملة من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنقابية والثقافية والتنظيمية والمالية المهمة، وفي مقدمتها الأخطار والتحديات الناجمة عن استمرار الحرب الكونية الاستعمارية الصهيونية على وطننا وشعبنا، وكيفية نهوض طبقتنا العاملة وتنظيمها النقابي بكامل مهامها ومسؤوليتها في تعزيز صمود سورية وبناء سورية الجديدة.

إضافة لمناقشة التقرير المالي للاتحاد وحساباته الختامية، وتقرير لجنة الرقابة والتفتيش والحسابات الختامية لمشاريع الاتحاد وتصديقها عن سنوات الدورة النقابية الخامسة والعشرين والقرارات المالية، وسيقر التقرير العام والتوصيات والقرارات التنظيمية والقرارات التضامنية، كما تمَّ انتخاب لجنة الطعون والمجلس العام ولجنة الرقابة والتفتيش في الاتحاد.

وقال ممثل راعي الاحتفال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي هلال الهلال في كلمة الافتتاح: (إنَّ انعقاد مؤتمر اتحاد العمال حدث وطني بالغ الأهمية كون العمال حيوية المجتمع وركيزته الشعبية وحامل التنمية وعمال البناء الوطني)، مؤكداً أن المؤتمر يشكل محطة ضرورية لتقييم مسيرة العمل النقابي في المرحلة السابقة وما تحقق فيها على صعيد مواجهة الارهاب، وتطوير أداء القطاع العمالي لاسيما في المجال التنظيمي، ومتابعة القضايا النقابية والمهنية، ومعالجة الخلل، ورفع مستوى الإنتاج.

وشدد على أنَّ العدوان الإرهابي التكفيري على سورية يحتم مضاعفة الجهود الحكومية والحزبية والشعبية والنقابية لمواجهة الآثار السلبية العميقة للأزمة لاسيما على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وإذا كان تقديم الخدمات الاجتماعية للعمال جزءاً من العمل النقابي في الظروف العادية، فإنه يكتسي الآن بعداً استراتيجياً حيوياً، وأشار للتخريب الذي أحدثه الإرهاب من تدمير وتخريب للبنى التحتية والمؤسسات الوطنية والمرافق العامة والمنشآت الاقتصادية والخدمية بشكل ممنهج، تنفيذاً لخطته المرسومة لضرب الاقتصاد السوري والأساس المادي الذي يقوم عليه استقلال القرار السياسي السوري وصمود الدولة الوطنية العروبية.

ولفت لضرورة تعزيز دور العمال في المرحلة القادمة خلال المعركة ضد الإرهاب التكفيري، لأنها معركة شاملة عسكرية واقتصادية وفكرية وثقافية، كما تحتاج إلى جهود المصالحة الوطنية والحوار الوطني وإعادة الإعمار ودعم الإصلاح الاقتصادي والإداري وتطوير القطاع العام.

وأشار إلى اقتراب سورية من تحقيق النصر على الإرهاب التكفيري وداعميه، مؤكدا أنها ستستجيب لكل دعوة مخلصة أو جهد دولي أو إقليمي صادق بهدف مساعدة وطننا على الخروج من أزمته على قاعدة احترام استقلاله وسيادته انطلاقا من مواجهة العدوان الارهابي الذي يتعرض له أولاً، لافتاً إلى أن سورية رحبت بالجهد الروسي لعقد اللقاء التشاوري في موسكو، وكانت منذ بداية الأزمة ولاتزال مع الحل السياسي، ولم تلجأ إلى الحل العسكري إلا رداً على الإرهاب والتكفير والتدمير دفاعاً عن وطننا وشعبنا.

من جانبه أكد رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال محمد شعبان عزوز وقوف عمال إلى جانب الجيش السوري لإسقاط الحرب الكونية الهادفة لضرب عاصمة المقاومة وآخر قلاع العروبة التي تقف في وجه المشاريع الاستعمارية والصهيونية رافعة رايات التحرر والمقاومة والحقوق المشروعة والثوابت الوطنية، وأشار إلى استخدام أعداء سورية، وحشدهم كل قوى الشر والتطرف والإرهاب من كافة أرجاء الأرض، ومدوا التنظيمات الإرهابية بالدعم والتمويل والتسليح مستخدمين مئات المؤسسات الإعلامية لشن حملات التضليل والكذب على سورية.

وقال عزوز في كلمته إن (عمال سورية يعقدون مؤتمرهم وهم يتطلعون لمزيد من الجهد لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ووضع حد للغلاء، وتوسيع دور الدولة الاقتصادي والاجتماعي، خاصة في مجال التجارة الداخلية والخارجية، وتوفير السلع والمواد الأساسية، والتدخل الحكومي الإيجابي، والرقابة التموينية المتشددة، ووضع حد للمحتكرين وتجار الأزمة)، معرباً عن عزم الحركة النقابية على متابعة العمل يداً بيد مع الحكومة لضمان استمرار دوران عجلة الحياة متحدين الحصار والإرهاب والعقوبات المفروضة على سورية.

ولفت عزوز إلى أن المؤتمر يأتي تتويجاً لانتخابات الدورة النقابية الجديدة التي شارك فيها مئات آلاف العمال، وانتخبوا 2636 لجنة نقابية و185 نقابة و13 اتحاد عمال محافظة، وبلغت نسبة النقابيين الجدد 46% على مستوى اللجان النقابية، و47% على مستوى مكاتب النقابات، و64% على مستوى المكاتب التنفيذية، فيما بلغت نسبة تمثيل العنصر النسائي 16% في اللجان النقابية، و20% في المكاتب التنفيذية لاتحادات عمال المحافظات.

بدوره أكد الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رجب معتوق خلال كلمته، أن إصرار اتحاد العمال وحرصه وتصميمه على إتمام الاستحقاق الانتخابي للتنظيم النقابي العمالي، بدءاً من لجانه النقابية من القاعدة إلى أعلى هرمه، وعقد المؤتمر العام الآن هو قمة التحدي لمواجهة المؤامرة الكونية والحملة الإرهابية الدولية التي يتعرض لها الشعب السوري وقيادته.

وبيّن معتوق أن ما قدمه هذا الشعب السوري والذي يعتبر العمال عموده الفقري من تضحيات جسام في هذه المعركة التاريخية والمصيرية ليس من أجل سورية فحسب، بل من أجل كرامة الأمة العربية، موضحاً أن العالم اليوم يدرك أن انتصار سورية في معركتها ضد الإرهاب قريب، وبالتالي بدأنا نلمس إعادة تقييم العديد من دول العالم لعلاقاتها مع سورية.

وفي تصريح للصحفيين عقب حفل الافتتاح أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أن المؤتمر عكس حيوية وإرادة الطبقة العاملة، وخاصة في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، مؤكداً أن الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي الرافعة الأساسية للعمل والإنتاج الوطني، كما أثبتوا في هذه الظروف أنهم رديف قوي للقوات المسلحة من خلال مشاركتهم بعملية البناء والإنتاج وتأمين كل مستلزمات صمود الجيش والشعب وحمايتهم للمنشآت الحيوية.

وأشار الحلقي إلى إسهام الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي في رسم السياسات الوطنية الاجتماعية والاقتصادية والتنموية، لذلك هي رافعة أساسية من روافع القرار السياسي، سواء في المؤسسة التنفيذية كمشاركتها في اجتماعات اللجنة الاقتصادية، أو في المؤسسة التشريعية عبر مساهمتها في مجلس الشعب في صياغة القوانين والتشريعات في سورية.

وتضمنت فعاليات المؤتمر عرض أوبريت (سورية بلاد المجد) الذي حاكى ما تتعرض له سورية من إرهاب وكيف يتصدى له الشعب والجيش، واختتم بنشيد (الوفاء) الذي غني لأول مرة في المؤتمر.

حضر الافتتاح رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورئيس مجلس الوزراء وائل الحلقي، وعدد من أعضاء الجبهة الوطنية التقدمية وأعضاء القيادة القطرية لحزب البعث، بمشاركة عدد من الوزراء، وعدد من الأمناء العامين للأحزاب الوطنية والقوى السياسية، والأمين العام المساعد للاتحاد الدولي لنقابات العمال، والأمين العام لبيت العامل الإيراني، ورؤساء اتحاد عمال السودان والعراق ولبنان، وسفير كوريا الديمقراطية بدمشق، وممثلو المنظمات النقابية العربية الشقيقية والأجنبية الصديقة، وأمناء الفروع والمحافظون وروءساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية.

العدد 1107 - 22/5/2024