«الجولان في عيوننا»

أقامت جمعية أبناء الجولان الخيرية، بالتعاون مع المركز الثقافي العربي في السويداء مهرجانها الثقافي الثاني (الجولان في عيوننا)، تحتَ شعار (لنعمل معاً لزرع البسمة على شفاه طفل يتيم ولدعم أسرة محتاجة) بإدارة الأستاذ عصام حمادة وإخراج المهندسة مانيا الوقية، وذلك على خشبة وصالات مسرح المركز الثقافي العربي في السويداء، لمدة خمسة أيام، ابتداءً من يوم الخميس 13/2/2014 لغاية يوم الثلاثاء 18/2/،2014 ضمن برنامج ثقافي غني ومُنوّع تتوزع فعالياته على أيام متتالية.

الافتتاح في اليوم الأول من المهرجان تضمَّن بدايةً الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء الذين سقوا بدمائهم تراب بلدنا الغالي، تلاه النشيد العربي السوري، وقد قرأ الأستاذ حسام العفلق (رئيس مجلس إدارة جمعية أبناء الجولان الخيرية) كلمة أهل الجولان المحتل، فرحب بالسيد بشار نصار ممثل السيد محافظ السويداء راعي الاحتفال، وبممثلي الأحزاب السياسية والنقابية والمهنية في المحافظة وبالسادة الحضور من رجال دين وإعلاميين، كما رحب بضيف المهرجان اللواء الطيار مجيد الزغبي الذي استحقَ وسام بطولة الجمهورية وله شرف إسقاط سبع طائرات إسرائيلية فوق سماء الجولان المحتل، و توجّه بعد ذلك بالتحية إلى الجولان الطاهر طُهر عمائم شيوخه، والصامد صمود أبنائه، والشامخ شموخ الحرمون، وإلى أهلنا الصامدين هناك خلف حواجز الأسلاك الشائكة وحقول الألغام مُذكراً ببطولاتهم ومواقفهم النبيلة.

ثمَّ ألقت السيدة عبير صيموعة كلمة الراعي الرسمي للمهرجان والرئيس الفخري للجمعية الأستاذ زياد نواف صيموعة القنصل الفخري لسورية في لاغوس – نيجيريا، ثم كلمة راعي المهرجان ألقاها بشار نصار عضو المكتب التنفيذي، موجهاً التحية إلى الجولان العربي السوري وأهل الجولان، مثنياً على عزيمتهم اقتداء بالشهداء الأبطال أحفاد سلطان باشا الأطرش، وعلى صمودهم ورفضهم الهوية الإسرائيلية، ومؤكداً الوقوف إلى جانبهم في سبيل التحرير وعودة الجولان إلى الأم سورية، وقد تمَّ تكريم الرعاة في نهاية الافتتاح بعد عرض أغنية (صامد صامد) للفنان كمال بلان مهداة إلى أهالي الجولان، كما افتتح في المركز أيضاً معرض للفن التشكيلي بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة.

أما اليوم الثاني للمهرجان فكان يوم الموسيقا (تخت شرقي) بقيادة الأستاذ أباذر قماش ومجموعة من العازفين الشباب من طلاب المعهد العالي للموسيقا، رافقهم مجموعة أطفال عازفين من فرقة ( قطر الندى)، قدَّمت الفرقة معزوفات موسيقية تخللها وصلات غنائية رائعة تفاعل معها الجمهور تفاعلاً جميلاً، وقد كانت مهداة إلى أهلنا في الجولان المحتل، واختتم اليوم الثاني للمهرجان بتكريم الجمعية للفرقة الموسيقية عازفين ومطربين.

اليوم الثالث للمهرجان كان يوماً سينمائياً عرض فيه الفلم الوثائقي (منارات مضيئة) إخراج غسان شميط، وأوبريت (حزنت دمشق) تأليف الدكتور ممدوح حمادة وألحان كمال بلان، وبعدها لقاء حواري بين الجمهور ومجموعة من فناني الدراما السورية ممن قاموا بتمثيل مسلسل (الخربة)، ومنهم الفنان مشهور خيزران والفنان ممدوح الأطرش، والفنان وجيه قيسية والأستاذ رفعت الهادي والفنان مروان أبو شاهين وفي نهاية الحفل تمَّ تكريم السادة الفنانين من قبل إدارة الجمعية.

اليوم الرابع (يوم الطفل) قدمت فيه مسرحية (موسيقا الدببة) إخراج نورس الملحم. ثمَّ تلاها عرض لفرقة (تيتو) أداء نورس الحلبي، كما قامت إدارة الجمعية أيضاً في نهاية الحفل بتكريم السادة المشاركين.

في اليوم الخامس والأخير (يوم الشعر) قدّمت إيمان عبيد ورانيا جمال الدين ومحمد منذر مجموعة من القصائد الشعرية مهداة إلى أهالي الجولان الحبيب، كما رافقهم على آلة العود الفنان أيمن غرز الدين، وأخيراً تمَّ تكريم المشاركين في الحفل والسادة رُعاة المهرجان، والطالبة المهندسة سوار بشير أبو لطيف مُعرّفة الحفل.

إنّ هَوية كل شخص تُعرّف عليه، اسمه وعائلته وإقامته وموطنه، ومهما حاول العدو الإسرائيلي السعي إلى تبديل الهوية السورية لأهلنا وأبنائنا في الجولان المحتل. سيبقى أهل الجولان وأبناؤه سوريّي الانتماء والدم والامتداد والطبيعة والصفات، وسيبقى المحتل عبئاً ثقيلاً على أرضٍ ليست أرضه، بل سيظل حاملاً صفة المحتل إلى حين خروجه. وفي موقفِ شرفٍ وعزةٍ وانتماء وكرامة لهذا الوطن، ما زال أهلنا في الجولان يُعلنونَ تمسُّكهم بالهوية السورية، ورفضهم أي هوية أخرى أو انتماءٍ آخر، مُتحَدِّين الاحتلال وكل ما يملك من غطرسة وقمع ودمار وقتل، وبالرغمَ من أنهم عانوا ما عانوه من ممارسات عُنف وقوة مُتمثّلة بالترهيب والاعتقال والسجون والقتل والتهجير والتدمير لكل ما يملكون على تراب أرضهم الحبيبة من ممتلكات، فقد بقوا ثابتين ومعلنين رفضهم الدائم للاحتلال وبقائه. ويمكن لنا نحن في سوريه، بالحد الأدنى، أن نقدم لهم  الدعم ولو معنوياً، مؤكدين صلتنا التي ولم تنقطع، وانتماءنا جميعاً إلى وطنٍ واحد وأرض واحدة.

العدد 1105 - 01/5/2024