وردة ورغيف (وردة حمرا.. لمتلي سمرا)..

 لطالما اعتدت سماع هذه الأغنية منذ طفولتي، ولطالما حرضت خيالي بدروب مفروشة بالورود، أمشيها مع من يسكن قلبي، ولكن هل يصح حلمي في هذه الأيام؟!

طبعاً إن حلماً كهذا يكاد يكون جريمة في نظري، كيف لا وسعر الوردة الواحدة بات يعادل ثمن طعام يوم كامل؟! كيف لا وسعر باقة ورد بات يعادل نصف راتب شخص بالغ؟!.

لطالما ارتبط الورد في عقولنا بالحب والمشاعر الجميلة، لطالما ارتبط بالحبيب والصديق والفرح والشفاء، لطالما كان واحداً من أهم الخيارات عندما نريد أن نعبر عن تلك المشاعر.

ولكن في هذه الحرب حُرمنا حتى من خيارٍ كهذا..

فأصبح كغيره عبئاً وحملاً ثقيلاً، نعد ألف مرة قبل أن نفكر بإهدائه لمن نحب!! تاجروا به كما تاجروا بأحلامنا، صار سلعة كغيره، من أبسط تفاصيل الحياة إلى أكبرها..

ولكن هل تستطيع هذه المستجدات أن تمحو أثر الورود في مخيلتنا.. في مشاعرنا وأحلامنا؟! 

إن أحداً لن يستطيع ذلك، لن تستطيع هذه الحياة الاستهلاكية السلعية أن تلعب هذا الدور، ولن تستطيع هذه الحرب البشعة بعد هذه السنين حرف قلوبنا عن الحب.

حبّوا وتهادوا الورود..  فوردة واحدة قادرة على حمل حب يفيض بحجم الكون، ولن تكفي باقات وباقات إذا لم يكن الحب صادقاً!

حبوا بوردة واحدة، ومن استطاع سبيلاً لأكثر من واحدة، فليشترِ بثمنها رغيفاً لطفل صغير عله يكبر ويهدي وردة لأحبّته يوماً ما، فما فائدة باقات بآلاف الليرات، وهناك أناس غير قادرين على تأمين قوت يومهم؟!

إن الورود حب..عطاء.. سلام

فلتفض قلوبنا بالحب والسلام بالعطاء والألوان، علّنا نغيّر شيئاً من مشهد الحرب الظالمة ودخانها!

العدد 1104 - 24/4/2024