الشهداء الذين أضاؤوا الطريق للحرية

تتوالى الأيام والسنون، وكل الأشياء تتغير وتتطور، إلا أن شيئاً ما في شعبنا لم يتغير منذ عام، وهو تقديس الشهادة والشهداء. لقد صعدت كوكبة من القيادات الوطنية سلالم المشانق التي نصبها الأتراك لهم في دمشق وبيروت، عقاباً لهم على طلب الحرية، وهم يهتفون للاستقلال والعروبة بكل شجاعة ورجولة.

منذ ذلك الزمن البعيد قرر شعبنا السوري أن يضيء في كل عام شموع العزة والافتخار عربون وفاء وإجلال لأولئك الرجال الذين قالوا للمغتصبين: كلا، وللتتريك كلا، وللحرية نعم، وألف نعم!

دهش العالم لمنظر هؤلاء الأبطال وهم يبتسمون بكل ثقة وشجاعة، غير عابئين بالموت، لأنهم آمنوا بأن الشهادة في سبيل حرية الوطن هي حياة جديدة.

لقد كنا، بعد أربعة قرون من الاحتلال العثماني الفاجر، بحاجة إلى من يبعث فينا الأمل وينزع من صدورنا التشاؤم واليأس، فكان هؤلاء الرجال الذين أشاروا إلى الطريق الصحيح لانتزاع حرية الوطن والشعب، وهو طريق الكفاح والثورة.

واليوم إذ تنبعث العثمانية الجيدة مرة أخرى حـــــــــاملة معها كل أدران العثمانية القديمة وأوساخها، ما أحوجنا إلى استلهام أمثولة أبطال المشانق في 6 أيار 691_ والاقتداء بسيرتهم الكفاحية، ونحن نقف وجهاً لوجه أمام الأردوغانية العثمانية التي تحاول إطفاء نور سورية ووهجها الحضاري.

لقد دفعت سورية غالياً من دم أبنائها من أفراد وضباط الجيش العربي السوري الذين أصبحوا جزءاً من الإرث النضالي لشعبنا السوري، بوقوفهم وقفة الأبطال في مواجهة قطعان المرتزقة وأعداء النور والحرية الذين أتوا إلينا من مستنقعات العثمانية الجديدة.

تحية لشهداء 6 أيار الذين أضاؤوا لنا طريق الحرية!

تحية حب لشهداء الوطن السوري الحبيب!

العدد 1107 - 22/5/2024