كي لا ننسى حبيب العرب..(1921-2011)

 ولد الرفيق حبيب العرب عام 1921 في قرية صدد بمحافظة حمص. نال الشهادة الابتدائية (السرتفيكا) بدرجة ممتاز، وهو أب لخمسة أولاد.. عاش في وسط فلاحي ومارس الفلاحة وصناعة العباءات، وكان يشاهد ويراقب معاناة الفلاحين وشظف عيشهم واستغلال المتنفّذين والإقطاعيين لهم، ما غرس في روحه التمرد على استغلال الإنسان لأخيه الإنسان.

انتقل إلى دمشق عام 1950،وعمل مدرساً في مدرسة الكنيسة السريانية لمدة ثلاث سنوات، وحصل خلالها على شهادة الكفاءة ثم البكالوريا ،وذلك بجهده الخاص. كانت الحركة الوطنية على أشدّها في خمسينيات القرن الماضي، فتعرّف على أفكار الاشتراكية العلمية، وآمن بها وعمل على نشرها في كل المجالات التي تسمح بذلك.. عمل في وزارة الدفاع مستخدماً مدنياً ما يقارب الأربع سنوات، إلا أنه سرّح منها بسبب ميوله الشيوعية.. ولاحقته السلطات لمدة طويلة، وخلال هذه الفترة كان قد انتسب إلى كلية الحقوق ونال الإجازة فيها، لكنه لم يمارس المحاماة، وأفادته دراسته في نضاله ودفاعه عن حقوق العمال والمظلومين.

كان موهوباً وأخذ عن والده مبادئ فن (الجبار) العربي، ومارس ذلك العمل بخبرة عالية.. عالج كسور العظام لعدد كبير من سكان دمشق وريفها لمدة تزيد عن ستين عاماً، وصار يعرفه القاصي والداني. عمل في البداية دون مقابل، ثم أصبح يتقاضى عن أتعابه بدلاً رمزياً.

ألّف ثلاثة كتب، اثنان باللغة العربية: (صدد في التاريخ)، و(رحلة عمر)، وثالثاً باللغة السريانية التي كان يتقنها جيداً.

توفي في الحادي عشر من الشهر السابع للعام 2011.

في الختام، جميل أن نذكر أنه في دراسته الجامعية وتخرجه في الجامعة كان مع أولاده.

العدد 1105 - 01/5/2024