كلّ الجهود لضمان استلام محصول القمح

(الضغوط الأمريكية لا تجدي مع سورية، فلديها القمح)! هكذا تتسلل الضغوط الأمريكية إلى البلدان النامية، دون تهديدات علنية ومؤتمرات صحفية تتخللها إنذارات نارية.

إنها تستغل العوز الغذائي والمجاعات التي يذهب ضحيتها ملايين البشر في الدول الفقيرة والنامية، لفرض الشروط السياسية الأمريكية مقابل أكياس القمح (المزيّنة) بالعلم الأمريكي ويدين متصافحتين…

كانت سورية عصيّة على الأمريكيين منذ أن طردت المستعمر الفرنسي، ومن يقرأ التاريخ الحديث يدرك تماماً حجم التدخلات والمؤامرات التي حاكتها الإدارة الأمريكية للسيطرة على السياسة الوطنية السورية. وكي تكتمل حلقة التصدي لهذه المحاولات، واستباقاً لاستغلال العوز الغذائي، عملت القيادة السورية منذ تسعينيات القرن الماضي على ضمان الأمن الغذائي للسوريين عن طريق تشجيع زراعة المحاصيل الاستراتيجية، وخاصة محصول القمح، بزيادة المساحات المزروعة، وتأمين مستلزمات الإنتاج، ومنحت أسعاراً تشجيعية للمزارعين، وبنَتْ صوامع الحبوب لتخزين المحصول بشروط فنية لائقة.

في أزمتنا الراهنة، وبعد الحصار الجائر، وغزو الإرهاب التكفيري الإقصائي، ورهان التحالف الدولي المعادي لسورية وشعبها على إركاع سورية، سواء عن طريق دعم الإرهاب الأسود أو استغلال المصاعب الاقتصادية والاجتماعية الداخلية الناجمة عن الحصار وتهديم المنشآت الاقتصادية وقطاعات الإنتاج الصناعية والزراعية.. في هذه الأزمة، لضمان استلام محصول القمح المقدر بـ3 ملايين طن أهمية قصوى، مهما تعدّدت المصاعب، ومهما بلغت التكاليف.

يراهنون على تجويع الشعب السوري وحرمانه من المواد الضرورية المعيشية، فليكن ردّنا عملياً، ولنبدّد أيّ عراقيل تعيق استلام محصول القمح من المزارعين، بهدف سدّ احتياجات الشعب السوري الغذائية، وتوفير المليارات من القطع الأجنبي لاستيراده من الخارج.

العدد 1107 - 22/5/2024