الرئيس الأسد: نحن في مرحلة مصيرية لا حلول وسطاً فيها

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن أي طرح سياسي لحل الأزمة في سورية لا يستند في جوهره إلى القضاء على الإرهاب، هو طرح لا معنى له ولا فرصة له ليرى النور، لذلك ستبقى أولى أولوياتنا القضاء عليه أينما وجد على الأرض السورية، فلا سياسة ولا اقتصاد ولا ثقافة ولا أمان ولا حتى أخلاق حيثما يحل الإرهاب.

وأوضح الرئيس الأسد في خطاب خلال لقائه رؤساء وأعضاء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وغرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة، أن سورية شرحت قبل العدوان عليها وخلاله أن الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا تمنعه إجراءات ولا تردعه استنكارات ولا تصريحات.. وفيما يلي مقتطفات من الخطاب.

قال الرئيس الأسد: نلتقي اليوم وكثير من الأمور أصبحت واضحة وضوح الشمس، وعلى الرغم من تعقيدات الوضع في سورية، فقد زالت الغشاوة عن كثير من العقول، وسقطت الأقنعة عن كثير من الوجوه، وهوت بحكم الواقع مصطلحات مزيفة، وفضحت أكاذيب أرادوا للعالم أن يصدقها، وأصبح اللقاء والحديث لتفنيد حجج من اعتدى على سورية أو لتوضيح افتراءاتهم هو كالحديث عن البديهيات.. فيه مضيعة للوقت وإهدار للجهد.. ولأنه كذلك فتساؤلاتنا اليوم كسوريين لم تعد تدور حول تلك البديهيات، وإنما حول الاحتمالات التي تواجه سورية في ظل التسارع الكبير للأحداث وانتقال عملية التدمير الممنهجة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية إلى مستويات غير مسبوقة من الإرهاب.

وقال الرئيس الأسد: كثيراً ما شرحنا لهم قبل العدوان على سورية وخلاله أن الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا تمنعه إجراءات ولا تردعه استنكارات ولا تصريحات.. نبّهناهم إلى أن انتشار الإرهاب لا توقفه حروب ولا تنهيه طائرات كطائرات تحالفهم اليوم.. فالإرهاب فكر مريض وعقيدة منحرفة وممارسة شاذة نشأت وكبرت في بيئات أساسها الجهل والتخلف، أضيف إليها سلب حقوق الشعوب واستحقارها ولا يخفى على أحد أن الاستعمار هو من أسس لكل هذه العوامل ورسخها وما زال.. فكيف يمكن لمن ينشر بذور الإرهاب أن يكافحه؟..

وأضاف الرئيس الأسد: لكن قصر نظرهم جعلهم يعتقدون أنهم سيكونون في مأمن من شرر الإرهاب الذي يتطاير من مكان إلى آخر في عالمنا العربي المضطرب ويحرق بلداناً بأكملها في الشرق الأوسط غير المستقر أساساً.. لم يكن في حسبانهم أنه سيضرب في قلب القارة الأوربية وتحديداً غربها.. لكن هذا لا يعني أنهم اتعظوا، فما زال تعاملهم مع هذه الظاهرة يتسم بالنفاق… فهو إرهاب عندما يصيبهم.. وثورة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان عندما يصيبنا.. مرتكبوه عندهم إرهابيون.. وعندنا ثوار ومعارضة معتدلة. يملؤون الدنيا صراخاً عندما تلدعهم شرارة من نار، ويصيبهم صمت القبور عندما نحترق نحن بها.

وتابع الرئيس الأسد: التبدلات الإيجابية الأخيرة على الساحة الدولية هي حقيقية.. هناك قراءة مختلفة للوضع الذي يحصل في سورية، وهناك فهم للأكاذيب التي استخدمت والادعاءات المزيفة تحديداً للغرب، أما التبدلات الإيجابية على الساحة الغربية فهي غير مستقرة وغير مستمرة لأنها تنطلق من القلق من الإرهاب الذي ضرب لديهم والقلق من أن الشرق الأوسط إذا تحول إلى ساحة إرهاب منتشر فهي الحديقة الخلفية لأوربا تحديداً.. هناك قلق وضياع لأن إخوتنا من العربان وضعوا أمامهم وصفات مبسطة.. القضية بسيطة وصفة القليل من الإرهاب المسيطر عليه مع القليل من إسقاط الدول والقليل من الفوضى نحتملها والقليل من تبديل الوجوه وتبديل الحكام وتصبح الطبخة جاهزة أو الوجبة جاهزة وتفضلوا وابتلعوا الأوطان.

وأضاف الرئيس الأسد: إن دول البريكس وقفت مع غيرها من الدول موقفاً منصفاً تجاه ما يحصل في سورية، وساهمت في توضيح حقيقة ما يجري للعالم وقدمت إيران الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي، فساهمت في تعزيز صمود شعبنا ومناعته انطلاقاً من أن المعركة ليست معركة دولة أو حكومة أو رئيس كما يحاولون التسويق بل هي معركة محور متكامل لا يمثل دولاً بمقدار ما يمثل منهجاً من الاستقلالية والكرامة ومصلحة الشعوب.. كذلك فعلت روسيا التي شكلت مع الصين صمام الأمان الذي منع تحويل مجلس الأمن إلى أداة تهديد للشعوب ومنصة لإطلاق العدوان على الدول وخاصة سورية.. وأطلقت روسيا عدداً من المبادرات البناءة التي تهدف إلى قطع الطريق على دعوات الغرب ودفع مسار الأحداث باتجاه الحوار بين السوريين أنفسهم.

وقال الرئيس الأسد: بالمقابل كان نهجنا وما زال هو التجاوب مع كل مبادرة تأتينا من دون استثناء بغض النظر عن النوايا التي نعرف سوء بعضها في كثير من الأحيان وبشكل مسبق ذلك أن قناعتنا الراسخة بأن أي فرصة فيها احتمال ولو ضئيل لحقن الدماء هي فرصة يجب أن تلتقط دون تردد، فدماء السوريين فوق أي اعتبار ووقف الحرب له الأولوية.

وأضاف الرئيس الأسد: نحن مع المسار السياسي، ندعمه، لكن أن ندعمه شيء وأن نخدع به شيء آخر.. طالما أنهم يستخدمون الإرهاب للتأثير على العمل السياسي، فهذا يعني بأن العمل السياسي لن ينتج، فإذا أردنا أن نتحدث عن حوار سوري سوري صاف بعيد عن الابتزاز لا بد أن نبعد الإرهاب ونضرب الإرهاب لكي يتحول الحوار إلى حوار حقيقي وجدي بين السوريين.

وقال الرئيس الأسد: عملياً نحن هدفنا من هذه المبادرات كان داخل السور.. ومن يريد أن يرى هذه المبادرات (وجزء منها كان له تأثير إيجابي) وهناك من يقول لنبادر إذا لم نربح لن نخسر، وهذا الكلام غير صحيح لأن المبادرات التي تقوم بها الدولة هي ليست مقالات تكتب.

وقال الرئيس الأسد: في حديثي عن الوضع الميداني سأنطلق من الأسئلة المطروحة.. هل نتنازل عن مناطق؟.. لماذا نخسر مناطق أخرى؟… وأين الجيش في بعض المناطق لماذا لا يأتي؟… بالعرف السيادي والوطني والسياسي كل شبر من سورية هو غال وثمين ولا تنازل عن السيطرة عليه، وكل منطقة بقيمتها البشرية والجغرافية هي كأي منطقة أخرى في سورية لا يوجد أي تمييز بالنسبة لنا، هذا بالعرف و بالمبادئ، ولكن الحرب لها شروط ولها استراتيجيات ولها أولويات.. ربما تختلف أحياناً أو تفرض شيئاً مختلفاً عما ذكرته..  المعارك والقرارات في القيادة يحكمها شيئان.. تحكمها أولويات القيادة وتحكمها الوقائع الميدانية.. أولويات القيادة بنيت على الحرب التي نخوضها حرب مشتتة عشرات الجبهات في كل الاتجاهات في كل الزوايا من دون استثناء.. في سورية نواجه عدوا تقف خلفه أقوى الدول وأغنى الدول وبنفس الوقت لديه إمداد غير محدود بشري ومادي وتسليحي.

وتابع الرئيس الأسد: إذا فكرنا بأننا سنقوم بالانتصار في كل المعارك في كل مكان بنفس الوقت فهذا الكلام بعيد تماماً عن الواقع ومستحيل وغير ممكن، وهذا الشيء ظاهر كان منذ البداية بغض النظر عن تصاعد الأعمال القتالية.. لذلك كان لا بد من وضع أولويات هذه الأولويات.. سأتحدث عن أولويتين فقط وليس كل الأولويات. الأولى هي المناطق المهمة، لا بد من تحديد مناطق مهمة تتمسك بها القوات المسلحة لكي لا تسمح بانهيار باقي المناطق.. هذه المناطق تحدد أهميتها بحسب عدة معايير قد تكون مهمة من الناحية العسكرية.. قد تكون مهمة من الناحية السياسية قد تكون مهمة من الناحية الاقتصادية والخدمية.

وقال الرئيس الأسد: هناك الأولوية الثانية هي حياة الجنود.. هؤلاء الأشخاص المقاتلون الأبطال كل واحد فيهم لديه (قد يكون أبوان زوجة إخوة أخوات وأبناء ينتظرون عودته سالماً) فبمقدار اندفاعهم للقتال والتضحية بمقدار ما علينا أن نكون حريصين على حياتهم لكي ينفذوا المهام ويعودوا سالمين إلى أهاليهم.. لأنه بمقدار ما البقعة الجغرافية أو الأرض مهمة لنا بمقدار ما حياة المواطنين والمقاتلين والعسكريين أغلى من الأرض.. الأرض تسترد أما الحياة فلا يمكن أن تسترد.. ونحن نقول دائماً بأننا نسعى بالقتال للانتصار وليس للشهادة.. الشهادة قدر وليست هدفاً.. الهدف هو الانتصار.. أما عندما تأتي الشهادة كقدر فلا يمكن أن نردها.

وأضاف الرئيس الأسد: (أيها السيدات والسادة).. لا شك أن الوضعين السياسي والميداني ينعكسان بشكل مباشر على الوضع الاقتصادي.. فبالتوازي مع الهواجس الأمنية التي نعيشها.. هناك أيضاً الهاجس المعيشي الذي مس كل عائلة وفرد وخاصة ذوي الدخل المحدود، وهذا نتيجة حتمية للحرب التي نعيشها والتي أدت إلى تراجع الاقتصاد السوري وموارد الدولة الضرورية لتنشيطه بفعل تدمير الإرهاب لجزء مهم من البنية التحتية الاقتصادية والخدمية..

وتابع الرئيس الأسد: رغم كل ما ذكرت فإن مؤسسات الدولة مستمرة بالقيام بعملها ولو بالحدود الدنيا في بعض الحالات.. فنحن في حرب وفي الحروب تتوقف الحياة تماماً وتنقطع مقومات العيش.. (نحن في سورية بعد أربع سنوات ونيف ورغم الاختناقات التي حصلت وربما قد تحصل لبعض الخدمات الأساسية واليوم نعيش موضوع الكهرباء وأعتقد أن جزءاً كبيراً من المواطنين لن يتمكنوا من مشاهدة الخطاب الآن بسبب انقطاع الكهرباء إلا أنها كثيراً ما تتوفر بغضون أيام عندما نقوم بواجبنا على أكمل وجه).. لا يوجد شيء من دون حل فهناك جنود مجهولون أنتم تمثلونهم.. (عمال مهندسون أطباء حرفيون) كثيرون غيرهم من كل القطاعات يصلون الليل بالنهار يعملون في ظروف اقتربت أحياناً من ظروف القتال التي يخوضها مقاتلونا على مختلف الجبهات ويقدمون الشهداء من أجل تأمين مستلزمات الحياة من مأكل وملبس ومسكن وطبابة وتعليم وغيرها.

وقال الرئيس الأسد: ذكرت سابقاً في خطاب القسم أن أهم قطاع واعد بالنسبة لنا هو قطاع الإعمار، وبعد ذلك الخطاب بعدة أشهر في خريف العام الماضي صدر القانون 66 الذي يفتح الباب واسعاً لهذا القطاع. وما تم على الواقع أنه تم إنجاز المخططات التنظيمية لأول منطقة في مدينة دمشق وهي منطقة كفرسوسة، وتم الانتهاء مؤخراً من توزيع الملكيات بين المالكين وتم البدء مؤخراً بإنجاز البنية التحتية، وبالتوازي تم البدء بدراسات لوضع المخططات التنظيمية لمنطقة داريا، وفي حمص تم الانتهاء من وضع المخططات التنظيمية لمناطق بابا عمرو والسلطانية وجوبر.. فإذاً نستطيع أن نقول: إن هذا المشروع انطلق ولو أنه ما زال في مراحله الأولية، ولكن على أهميته ليس القطاع الوحيد، فهناك قطاعات حتى خلال الأزمة وبهذه الظروف القاسية على الاستثمار تطورت.. فمثلاً ازداد عدد المصانع في المناطق الآمنة بريف دمشق وحمص، وأؤكد على المناطق الآمنة كي لا يعتقد البعض أني أقدم رقماً مطلقاً لأنه في المناطق التي تحت سيطرة الإرهابيين إما دمرت المعامل أو نهبت.. واستكمل بناء مصانع تم البدء بها قبل بدء الأحداث، والأهم من ذلك أن هناك من بدأ استثماره بعد بدء الأزمة، وهذا دليل وطنية عالية وثقة بالوطن بالرغم من كل هذه الظروف، وربما هي طريقة للتحدي بأننا سنكون أقوى من الإرهاب.

وأشار الرئيس الأسد إلى أن القطاعات التي تضررت بشكل حاد كقطاع الدواجن والأعلاف والصناعات الغذائية والألبسة (نسيجية) والدوائية عانت بشكل حاد.. تم ترميمها مؤخراً ببعض الإجراءات بنسب تختلف بين مقبول إلى جيد، ولذلك مؤخراً منذ أسابيع قليلة في هذا الشهر أقرت الحكومة إحداث هيئات متخصصة لدعم الإنتاج المحلي عبر دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال قروض تشغيلية تساعد المنتجين بالتخفيف من آثار الأزمة على إنتاجها.

وقال الرئيس الأسد: تحدثت في ثلاثة عناوين وأريد فقط أن ألخص.. سيسأل كل مواطن ماذا نفهم من هذا الخطاب؟… سمعنا الشرح.. هل هناك أمل أم لا يوجد أمل؟… وأنا أقول بالاقتصاد بكل تأكيد الأبواب مفتوحة.. في عام 2012 وهي أسوأ سنة اقتصادية مرت علينا، كان السبب ليس فقط الظروف، وإنما الكثير من السوريين كان يعتقد بأنه يجب أن يؤجل أعماله حتى تتحسن الظروف ويعود للعمل، وعندما اكتشف بأن الأمور ستطول، قرر أن يتأقلم مع الظروف، وبدأنا بالإنتاج، وهذا العام كان التصدير نسبياً جيداً، وعندما أقول نسبياً نسبة للظروف وليس نسبة لما قبل الأزمة.. عندما نبدأ بالتصدير ويبدأ الإنتاج وتبدأ بعض القطاعات تتحرك، فهذا يعني بأننا قادرون.. الأبواب مفتوحة.. علينا أن نبحث عن طرق وأساليب ووسائل.. نحن كدولة ومؤسسات فيها مع القطاع الخاص..  مع القطاع العام فإذاً نستطيع أن نتفاءل في هذا القطاع وتبقى العقبة الأساسية هي القضية الخدمية كالكهرباء والوقود، وهذا نحاول حله من وقت إلى آخر.

وقال الرئيس الأسد: لماذا تجاوزت إيران كل تلك المؤامرات من الحرب حتى ذلك المفصل ووصلت إلى هذا الانتصار ومفاصل أخرى بينهما؟ لأنها كانت موحدة.. إن وحدة الشعب الإيراني هي التي أنجزت الاتفاق وأعطت إيران الحق النووي، حتى البعض من المعارضة الإيرانية الذي فر منذ أيام الشاه عندما طرح الموضوع النووي وقف مع وطنه، على اعتبار أنه قضية وطنية، والبعض من إعلام المعارضة في الخارج الإيراني وقف إلى جانب الدولة في هذا الموضوع.. فرقوا بين الخلافات السياسية وبين الخلافات على أساس وطني في الثوابت الوطنية، هذا فيه رسالة لأحبائنا من المعارضة الخارجية السورية المرتبطة بالخارج لأنهم بدؤوا بالنواح منذ فشل مشروعهم للضربة على سورية في عام ،2013 وبدؤوا بتصعيد هذا النواح، وخاصة بشكل جذري ودراماتيكي مؤخراً (بكاء وصراخ ولوم وزعل وعتب على أسيادهم في الغرب) لأنهم لم يقدموا لهم ما يحتاجونه لتحرير الشعب السوري.

وقال الرئيس الأسد: الثمن غال لأن المخطط كبير والحرب حرب وجود.. نكون أو لا نكون.. صحيح أن عامل التدخل الخارجي كان أساسياً ومؤثراً جداً في إضرام نارها، لكن معظمنا يعي اليوم أن العامل الداخلي هو الأهم في إطفاء هذه النار.

وتابع الرئيس الأسد: وعلى أهمية هذا الوعي لحقيقة ما يحصل، فإننا كسوريين لن نكون قادرين على إنقاذ سورية مما يحاك لها إلا عندما يشعر كل فرد فينا أن هذه المعركة هي معركته هو، وأنه هو المعني بوطنه ومدينته وقريته ومنزله قبل الآخرين، وهو المعني بوحدة تراب بلده وبالحفاظ على العيش المشترك، وعندها لن يكون هناك نازح يهجر موطنه بدلاً من أن يدافع عنه، ولن يكون هناك متفرج يتضامن مع بلاده ولا يفعل شيئاً غير الكلام. وأضاف: إن انتصار سورية في حربها لن يعني فقط دحر الإرهاب، بل يعني أن المنطقة ستستعيد استقرارها، فمستقبل منطقتنا سوف يحدَّد وتُرسم ملامحه استناداً إلى مستقبل سورية.. فالمحرقة قادمة عبر مشروع التقسيم وحروبه، وإذا أردنا تجنيب أبنائنا وحمايتهم منها، فلا بد أن ننتصر في معاركنا وحربنا، وحينها نسلمهم إرثاً يفخرون به في المستقبل ويكونون أسياداً حقيقيين في وطنهم.

وقال الرئيس الأسد: أدعو كل متردد، خوفاً أو شكاً، أو أملاً، بأحلام لن تتحقق أن يحذو حذو من سبقه ليوحدوا البندقية باتجاه العدو الحقيقي.. العدو المشترك والأخطر وهو الإرهاب.. أما وعود الخارج لمن ما زال يعيش عليها، فستبقى مجرد أوهام طالما أن هناك أبطالاً في الجيش والقوات المسلحة يقاتلون في أحلك الظروف ويسهرون لينام السوريون ويستشهدون لتحيا سورية.

وتابع الرئيس الأسد: لا ننسى أن نشكر الشقيقة إيران على ما قدمته وما زالت من دعم لسورية.. والصديقة روسيا.. والصين الوفية على مساعدتهما بأكثر من جانب، وخاصة في المحافل الدولية وشكراً من القلب للمقاومة اللبنانية التي بادلتنا الوفاء بالوفاء والدم بالدم.

وقال الرئيس الأسد:  أحيي كل سوري صمد رغم الآلام والجراح وصبر على جور العقوبات والحصار والشح في الموارد، وكل سوري تمسك بأرضه رغم كل الإغراءات بالسفر والهجرة.. تحدى الإرهاب وقذائف الموت وعبر بصبره وصموده عن أعمق معاني التشبث بالأرض والجذور وأعطى الوطنية مضمونها الحقيقي وكان في بقائه بقاء للوطن.

وختم الرئيس الأسد بالقول: وطننا حق لنا.. وحمايته حق علينا.. والله مع الحق.

العدد 1105 - 01/5/2024