الجيش ووحدات حماية الشعب والمقاومة الشعبية يحولون شوارع الحسكة إلى مقبرة للدواعش

صعّدت داعش هجومها في الأيام الأخيرة على مختلف الجبهات بهدف تحقيق مكاسب على الأرض، ومن ضمن ذلك كان الهجوم العنيف الذي أُعِدّ له جيداً منذ فترة طويلة، فقد هيؤوا خلاياهم النائمة وملؤوا مستودعاتهم بالأسلحة والعتاد، ولم يبخلوا بالمال، بل كانوا كرماء لشراء النفوس المريضة على مل أن يجتاحوا الحسكة ويبسطوا سيطرتهم عليها خلال مدة زمنية لا تتجاوز يوماً بل ساعات حسب ما تسرب من معلومات، لكنهم أخطؤوا في حساباتهم، وتبين أنهم لا يعرفون جيداً أن أبناء الجزيرة هم أحفاد من قارعوا في الماضي المستعمرين العثمانيين والفرنسيين يداً بيد، وها هم اليوم أكدوا لداعش أن الجزيرة التي كانت عصية على المستعمرين، ستبقى عصية على داعش وأسيادها.

لقد جاء التلاحم البطولي للجيش السوري ولوحدات حماية الشعب وللمقاومة الشعبية في صد الهجوم الشرس لداعش، والذي هو، بحق، عامل أساسي وحاسم لردع داعش، بل تجلت أروع الملاحم الوطنية، فقد حولوا شوارع مدينة الحسكة وأحياءها التي تمكنت داعش من تدنيسها إلى مقابر جماعية للدواعش.. لقد أكد أبناء الجزيرة بعربها وكردها وكلدها وآشورها من جديد وفاءهم للوطن ولتاريخ آبائهم وأجدادهم المشترك في مقارعة أعداء الوطن.. ها هم يسطرون ملاحم بطولية جديدة، دخلت التاريخ الحديث لسورية وستذكرها الأجيال القادمة كمدرسة للوطنية الصادقة الحقيقة قولاً وفعلاً، إذ تركوا كل الخلافات جانباً وابتعدوا عن الذاتية والمكاسب الضيقة، فانصهروا في بوتقة واحدة، ألا وهي بوتقة الوطن الواحد، وهبوا للدفاع عنه وحماية الأرض والشرف.

إن الإرهابيين بين الدواعش فوجئوا بصمود أبناء الجزيرة ووحدتهم، بل بسرعة الرد التي شكلت عاملاً أساسياً في هزيمة داعش، بل لقنوا داعش درساً لن ينسوه وسيعدون للألف إذا ما سولت لهم أنفسهم الهجوم على الجزيرة ثانية، وهذا أمر شبه مستبعد بعد هزيمتهم وما تلقوه من ضربات موجعة.

إن أبناء الجزيرة هم أبناء سورية، هم جزء لا يتجزأ من سورية الوطن الواحد، لذا نهيب بأبناء سورية، بالسوريين من شمالها إلى جنوبها، أخذ العبر والدروس من معركة الجزيرة ونتائجها المشرفة، ليلتف الجميع حول الجيش السوري الوطني دفاعاً عن الوطن وصد الإرهابيين، وعندئذ بكل ثقة نقول إن النصر سيكون حليفهم وسيسطرون ملاحم بطولية ويحققون انتصارات ليست أقل من إخوتهم أبناء الجزيرة ويطهرون أرض الآباء والأجداد من رجس داعش.

إن تقوية عوامل الصمود هو واجب مقدس، وعلى الحكومة أن تعمل عبر سلسلة قرارات للتخفيف من معاناة الجماهير الشعبية اقتصادياً واجتماعياً وديمقراطياً، والعمل بجدية أكثر نحو عقد مؤتمر حوار وطني شامل وحقيقي لوقف نزيف الدم السوري الطاهر، وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.

العدد 1105 - 01/5/2024