المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري.. المعلم: الحاجة لإقامة تحالف إقليمي ضد الإرهاب كبيرة.. جنتي: إيران وقفت وستقف إلى جانب سورية

بدأت صباح يوم الجمعة 24 تموز 2015 أعمال المؤتمر الإعلامي الدولي لمواجهة الإرهاب التكفيري الذي تقيمه وزارة الإعلام في سورية.

وأشار وزير الإعلام عمران الزعبي ممثل السيد رئيس الجمهورية راعي المؤتمر، إلى المواجهة التاريخية التي تخوضها سورية ضد الإرهاب التكفيري منذ عام 2011 والتي قدم فيها الشعب والجيش السوري آلاف الشهداء والجرحى، ونتج عنها دمار (هائل) في البنى التحتية للدولة بسبب أعمال الحرق والتدمير والتفخيخ والسرقة التي طالت المنشآت العامة والمال العام.

ولفت الزعبي إلى أن يد الإرهاب طالت الحضارة السورية بكل مراحلها وأركانها القديم منها والحديث فدمرت ونهبت الكنائس والمساجد والشواهد الأثرية المتنوعة كما سرقت المحاصيل الزراعية وخربت وسرقت حقول النفط والغاز لبيعها في الأسواق التركية من خلال شركات تركية تتبع لحزب العدالة والتنمية ولعائلة أردوغان بالذات، وسرقة المنشآت الصناعية في حلب وإدلب حيث نقلت المئات منها كاملة بواسطة شاحنات تركية إلى الداخل التركي.

وقال الزعبي: (هل هو المشروع الصهيوني أو الوهابي أو العثماني الأردوغاني؟ في الحقيقة هو مشروع واحد بثلاثة أذرع يستهدف سورية والعراق وليبيا واليمن ومصر والجزائر)، مؤكداً أن العالم اليوم يحتاج إلى جهد مشترك ومنسق وصادق لمواجهته، ومن هنا انطلقت مبادرة الرئيس فلاديمير بوتين بالدعوة إلى مواجهة مشتركة للإرهاب.

وتابع الزعبي: إن القيادة السورية التي اتسمت دائماً بالعقلانية السياسية والحكمة والشجاعة وتقدير الأولويات رأت في مبادرة الرئيس بوتين ضرورة سياسية وحاجة رئيسية لمنع انتشار الإرهاب العابر للحدود.. واتخذت موقفاً إيجابياً من المبادرة والدعوة الروسية لثقتها الكبيرة بالرئيس بوتين شخصاً والقيادة والدور الروسي، معرباً عن تقديره للدور الكبير لروسيا وإيران والصين ودول البريكس ودول أخرى كثيرة لمواقفها الداعمة لسورية في حربها على الإرهاب.

وخلال الجلسة الأولى للمؤتمر أكد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، أن الحاجة لإقامة تحالف إقليمي ضد الإرهاب كبيرة، خاصة في ظل فشل التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي، لافتاً إلى أن دول الجوار لم تنفّذ قرارات مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب، لذلك فإن أي جهد لمكافحة هذه الظاهرة سيبقى غير فاعل في حال عدم تنفيذ تلك الدول القرارات الدولية.

ولفت المعلم إلى أن (هناك حديثاً كثيراً عن الاتفاق النووي الإيراني وأثره على الأزمة في سورية، ودون شك لا يزال الاهتمام الدولي بالاتفاق بين إيران والدول الست منصباً على نتائج هذا الاتفاق وانعكاساته على الأزمات في المنطقة، وأبرزها الأزمة في سورية).

وقال المعلم: هذا الاتفاق لا جدل بأنه اتفاق تاريخي، لأنه حقق للشعب الإيراني الشقيق مصالحه الحيوية، وأبرزها الاعتراف بحق إيران في الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية والاعتراف بأن إيران دولة إقليمية كبرى على المسرح السياسي، كما وفر لإيران إمكانات مادية للنمو الاقتصادي، وبالتالي دخلت إيران المسرح الدولي من أوسع أبوابه وكلما كان حليفنا قوياً نكون أقوياء).

ولفت المعلم إلى أن إيران قدمت كل أشكال الدعم للشعب السوري في نضاله ضد الإرهاب قبل الاتفاق النووي وخلاله وبعده، وستستمر بذلك، لأن مكافحة الإرهاب مسؤولية دولية وأخلاقية.. موجهاً الشكر لاضطلاع إيران بمسؤولياتها، وداعياً في الوقت ذاته دول العالم لأن تحذو حذوها دفاعاً عن الحق والحرية والسلام.

مشدداً على أن الشعب السوري فقط هو من يملك زمام الأمر في حل الأزمة في سورية.

وحول الحديث الجاري عن تحالف إقليمي لمكافحة الإرهاب قال المعلم: أولاً لا بد من توجيه الشكر لفخامة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي كان في مقدمة قادة العالم الذين عملوا من أجل بناء تحالف إقليمي ودولي حقيقي لمكافحة الإرهاب.. الحاجة لإقامة هذا التحالف أكيدة، وخاصة إذا نظرنا إلى فشل التحالف الذي بنته الولايات المتحدة في مكافحة إرهاب (داعش)، ولقد مرّ عام على إنشاء التحالف الدولي دون أن يكون لذلك أثر حقيقي، بل على العكس انتشر إرهاب (داعش) أكثر لأسباب عدة وللوقوف على بعضها لا بد من تحليل حقيقة الاستراتيجية الأمريكية تجاه بلدان المنطقة وخاصة سورية والعراق.. فهل تنوي الولايات المتحدة فعلاً القضاء على داعش أم استخدامها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية).

وأضاف المعلم: إن الجيش العربي السوري والدفاع الوطني والمقاومة الوطنية اللبنانية هم من يتصدى فعلاً للإرهاب المتمثل بتنظيم داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام وغيرها من الكيانات المرتبطة بالقاعدة.

وفي موضوع الحل السياسي للأزمة في سورية أكد المعلم أن لدى الحكومة السورية أفكاراً بناءة لحل سياسي شامل يسهم في رسم مستقبل سورية، مضيفاً: لكننا لا نتحدث عن هذه الأفكار حتى لا يفسر البعض بأننا نحاول فرضها، بل نترك ذلك للحوار بين السوريين.. الحوار الذي بدأ في موسكو دون إملاءات خارجية، ونحن نؤكد بأننا ملتزمون بتنفيذ مخرجات هذا الحوار وما زلنا نعتقد بأن الذهاب إلى جنيف 3 سابق لأوانه ما لم يتوصل السوريون فيما بينهم إلى معالجة قضاياهم، وعلى هذا الأساس رحبنا في موسكو باحتمال عقد موسكو 3 من أجل التحضير الجيد لمؤتمر جنيف.

كما أكد المعلم أن أي حل سياسي لا ينتج عن الحوار بين السوريين ولا يضع مكافحة الإرهاب أولوية لن يكون مجدياً.. وقال: لهذا أدعو أبناء سورية ممن حملوا السلاح في وجه الدولة للعودة إلى صفوف الجيش العربي السوري والقوات المسلحة لنحارب معاً الإرهاب الذي يستهدف جميع السوريين ووحدة وسيادة الجمهورية العربية السورية).

 

 

الدكتور جنتي

وأكد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران الدكتور علي أحمد جنتي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقفت وستقف إلى جانب الشعب السوري، لأنها إلى جانب الحق والعدل والمظلومين.

وقال جنتي خلال الجلسة: إن هذا المؤتمر يشكل فرصة للتفكير والتعلم ومد الجسور مع أصحاب الرأي، للاطلاع على تجاربهم القيمة بهدف التوصل إلى مقاربات ثقافية واجتماعية والبحث عن حلول لإيقاف ظاهرة التطرف والعنف المشؤومة التي زرعتها التيارات التكفيرية).

وأشار جنتي إلى أن المنطقة كانت قبل هؤلاء التكفيريين تواجه فكراً مماثلاً مليئاً بالعنف ومحاولات الهيمنة هو الفكر الصهيوني الذي ارتكب مجازر ضد الإنسانية بحق الشعوب في الشرق الأوسط، ومنها دير ياسين وصبرا وشاتيلا وحرق المسجد الاقصى المبارك بنار العصبية البغيضة.

وأوضح جنتي أن الصهاينة روجوا دائماً (لتفوقهم العنصري) وسيطروا على مقدرات العالم الإسلامي منذ أكثر من نصف قرن عبر وسائلهم الإعلامية وأساليب الهيمنة والتأثير على الدول الأخرى التي قدم البعض منها الدعم لهم عن علم وتأثر البعض الآخر بمكرهم وخداعهم.

وقال جنتي: رغم هذه الجرائم وتشويه الحقائق بقيت بعض الخيارات الحية الأصيلة في العالم الإسلامي حكومات ومجتمعات تواجه هذه الظاهرة الخبيثة خلال كل الفترة رافعة راية المقاومة لتحقق جزءاً من تاريخ المقاومة ضد المحتل، مؤكدة حرية الشعوب وكرامتها.

وأكد جنتي أن الهدف المشترك لتيار العنف بشقيه الصهيوني قديماً والتكفيري حديثاً هو التأسيس للخوف والرعب فردياً واجتماعياً لدى مختلف المجتمعات، ولذلك يجب أن تكون المهمة الأولى علينا هي عدم السماح بانتشار (الخوف والرعب) كما يريدون عدم السماح بتكرار الشعور بالخيبة والعار لدى الاجيال القادمة.

 

الشيخ نعيم قاسم

وأكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن سورية لن تخضع لمشروع (الشرق الأوسط الجديد، وستكون دعامة مشروع شرق مقاوم يحقق العزة والكرامة في المنطقة مع محور المقاومة).

وقال قاسم في كلمته خلال الجلسة: (إننا مستمرون في دعم سورية وسنكون في كل موقع يتطلبه مشروع المقاومة)، مؤكداً أن التكفيريين جزء من المشروع الإسرائيلي المعادي، وهم من مدرسة الإرهاب الواحدة وذراع الإرهاب (سيقطع حتماً).

وأكد قاسم أن الحل في سورية يجب أن يكون سياسياً بين أبناء الشعب السوري، ومن حق شعبها أن يختار ما يريد دون تدخل خارجي، لافتاً إلى إن سورية تحمي استقلالها وتدعم القضية الفلسطينية، وهي رأس المقاومة، وتقف مع إيران في محور المقاومة لمواجهة مشروع الكيان الصهيوني.

ودعا قاسم في ختام حديثه الأنظمة العربية إلى إعادة النظر في سياساتها وتتدارك الموقف وتقليل الخسائر على شعوبها، كما دعا إلى إقامة جبهة واسعة عربية إسلامية لمواجهة الخطر التكفيري تكون القضية الفلسطينية قلبه والأولوية فيه، لأن المصائب جميعها تأتي من (إسرائيل).

وشارك في المؤتمر الذي استمر يومين نحو 130 شخصية إعلامية محلية وعربية وأجنبية من روسيا وإيران وكوبا وإسبانيا والصين وتركيا وأفغانستان وباكستان ومصر ولبنان والعراق والجزائر والمغرب والبحرين والأردن والسودان والسعودية وتونس وقبرص وبريطانيا وألمانيا والكويت.

وناقش المشاركون في المؤتمر دور الإعلام الوطني والصديق والمعادي في سياق الخطاب السياسي والفكري والعمل الإخباري والميداني وسبل إقامة تحالف إقليمي ودولي لمواجهة الإرهاب ودور الإعلام في الحروب الراهنة، وتشكل العالم الجديد، وأهمية الإعلام في العمل الميداني والعسكري وتحقيق رؤية مستقبلية لدور الإعلام خلال المرحلة القادمة.

العدد 1105 - 01/5/2024