ما هكذا تصان الوحدة الوطنية يا نقابة الفنانين!

أصدرت نقابة الفنانين في سورية قبل أيام قراراً بفصل 72 فناناً من عضوية النقابة (لعدم تسديدهم الرسوم المتوجبة عليهم عن الأشهر الستة الأخيرة)!

إن التذرع بحرفية نص قانون النقابة لإصدار القرار المذكور لم يأخذ بالحسبان أن القانون الذي تستند إليه قد صدر قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، أي قبل جميع التطورات التي حصلت في البلاد خلال هذه الفترة، والأهم من كل ذلك الظروف الاستثنائية التي يمر بها وطننا نتيجة الحرب الشعواء  التي تشن على شعبنا من قبل جميع القوى الخارجية المعادية والمجموعات الإرهابية المسلحة من داعش وغيرها، مما يتطلب مراعاة لهذه الظروف، خاصة أن معظم من شملهم قرار الفصل مهجّرون إما داخل البلاد أو خارجها.

إن تنفيذ قرار الفصل يعني عملياً حرمان هؤلاء الفنانين المبدعين من العمل داخل البلاد باعتبار أنه لا يحق لأي فنان ممارسة العمل إلا إذا كان منتسباً للنقابة، وبالتالي منع من اضطرته الظروف لمغادرة البلاد من العودة إلى وطنه والعمل على أرضه، ودفع من لا يزال في داخله إلى الهجرة خارجاً.

إن متطلبات الوحدة الوطنية، ومحاربة الأعداء الداخليين والخارجيين تفترض من نقابة الفنانين العمل بشعور عال من المسؤولية الوطنية، وبالتالي إلغاء القرارات الصادرة بفصل أي فنان من عضوية نقابته.

العدد 1105 - 01/5/2024