المسنون ما بين القرارات والاحتفاليات… والواقع

قرارات ودعم أممي… وغير ذلك، والواقع أبعد ما يكون عن ذلك.

يستهدف برنامج الأمم المتحدة جميع الشرائح على مستوى عالمي، فقد اعتمدت الأول من تشرين الأول من كل عام يوماً عالمياً للمسنين، وهو إضافة إلى أنه يوم للاحتفال بإنجازاتهم في خدمة المجتمع، هو يومٌ لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه كبار السن، وتسليط الضوء على أهم القضايا التي تتعلق برعايتهم والخدمات المقدمة لهم.

وبالنظر إلى المبادئ المتعلقة بكبار السن والتي وضعتها الجمعية العامة للأمم المتحدة من: استقلالية المُسِن، مشاركته في المجتمع وتوفير مصادر دخله، ومشاركته في تقرير وقت انسحابه من القوى العاملة، وتمتعه بحقوق الإنسان عند إقامته في أي مأوى أو مرفق للرعاية أو العلاج، واتخاذ القرارات المتعلقة برعايته ونوعية حياته.

ما تقدم هو خطة يجب تطبيقها والعمل بحيثياتها.

هنا… إليك ما يقابلها(المبادئ) من أعمال نُفّذَت: فالمسن المدرج اسمه في سجلات خادمي الدولة هو تحت ظلال قشور التقاعد والمعاشات، أما المُسِن غير المُدرَج ضمن السجلات السابق ذكرها، فهو من ضمن الذين لاحول لهم ولا قوة في هذه البقعة. أما في الأزمة فهو مسن ذو توصيف (الأشدُّ ضعفاً) في سجل المحتاجين للمساعدات والإغاثة.

وبتحديد سن العمل المُحَال صاحبه إلى التقاعد يُقضى على عملية اشراكه في تقرير وقت انسحابه من القوى العاملة.

ومحاذاة للجانب الأكثر أهمية في قضايا رعاية المسنين، كان الافتقار لدور الرعاية هو الأهم ذكره، فعلى اتساع الرقعة السورية وبالرغم من ارتفاع نسبة المسنين استناداً إلى آخر الإحصائيات، بقيت دور الرعاية من الهيّن تعدادها على الأصابع. أما من حيث تمتعه بحقوقه كإنسان فلا أدري إلى أي مدى يمكن لهذا أن يكون مطابقاً لواقع مأساوي فرض على أحدهم حسبما أفاد أحد القائمين على رعاية المسنين في أحد الدور المبيت بالسجن، لا لاقترافه جرم ما!! بل لعدم وجود مأوى أنسب من ذلك، مما دفع بإدارة السجن إلى تحويله إلى دار المُسِنين. فمن المسؤول عن هذا الواقع المأساوي اليوم؟

إنها وزارة الشؤون الاجتماعية التي لا تزال تعمل بإحصائيات عام 1950 مع وقف تنفيذ جميع الأعمال التي تخص من تستهدفه صلاحياتها. فجُل ما نحتاجه هو العمل بعناية سواء في وضع الإحصائيات الدقيقة التي تُعدُّ الأساس في عملية التوجّه لفئات المجتمع، أو في تطوير المبادرات، التي ستبقى متواضعة أمام الاستحقاق الذي نعتبره في مقدمة الاهتمام بالمُسِنين، فالجميع سيتقدم به العمر ويصبح بحاجة إلى الرعاية والاهتمام، بناءً على ذلك يجب أن تتضافر الجهود لتحسين حال المسنين دافعي ضرائب تقاعدهم وشيخوختهم من أرواحهم وأعمارهم، ولا يحتاجون سوى إلى أن يكونوا في وضع نفسي متوازن وطبيعي.

 

العدد 1107 - 22/5/2024