الهزيمة الساحقة وآثارها الانتقامية

بدأ ذرف الدموع والعويل والبكاء، والتراجع السريع في المواقف، نتيجة انتصارات الجيش السوري، بمساعدة الطيران الروسي والمقاومة. التي أدت إلى عودة الشمال السوري من حلب إلى كنف الدولة السورية، وتوّجت بعودة نبل والزهراء إلى كيان الدولة السورية بعد حصار دام 4 سنوات من قبل المجموعات المسلحة والإرهابية. ونتيجة صمود أبناء هاتين المدينتين تحقق تحريرهم وإعادتهم إلى الحاضنة السورية. مقابل ذلك بدأ عويل الأمريكي كيري بتصريحه أن استعمال القوة العسكرية من قبل الحكومة السورية وروسيا، وحصار المعارضة المسلحة، سيؤدي إلى فشل مفاوضات جنيف!؟ ولحقه فابيوس بتصريح ناري متخبط: إن محاصرة المعارضة المسلحة ضد المفاوضات وضد حقوق الإنسان!؟

والله حيّرتمونا! يوماً تقولون إنكم ستحاربون داعش والإرهاب، وعندما تهزم في بعض المناطق تستنكرون وتتباكون وتطلقون التصريحات النارية، فضلاً عن إملاءات التركي والسعودي والقطري إلى ممثليهم في جنيف بالانسحاب من المفاوضات، لأنهم لم يتحملوا قسوة الهزيمة لهم ولأسيادهم، مما اضطر معارضة الرياض أن تلتزم بأوامر أسيادها وتنسحب من المفاوضات. لأنها في البداية كانت تلعب دور المجهض للمفاوضات بوضعها شروطاً: وقف قصف الطيران الروسي، ووقف العمليات العسكرية وفرش الورود للإرهابيين!

أعود وأكرر: ما لم تتمكنوا من الحصول عليه خلال السنوات الخمس في الميدان لن تحصلوا عليه بالتفاوض! وإن الروسي على لسان مسؤوليه صرح عدة مرات بأن الحرب على الإرهاب مسار منفصل عن مسار التفاوض، ولايجوز ربطهما معاً، وأن الطيران الروسي لن يوقف عملياته العسكرية إلا بعد القضاء على فلول المنظمات الإرهابية في سورية بالكامل. ويصرح مندوب الرياض في الوفد إنهم لن يبدؤوا المفاوضات إلا بعد تحقيق شروطهم بوقف العمليات العسكرية، وإطلاق سراح المعتقلين، وافتخارهم بجيش الإسلام وأحرار الشام واعتبارهم فصائل من الثوار وليسوا إرهابيين؟؟!. وبهذا يكونون قد خالفوا قرار مجلس الامن 2445 القاضي ببدء المفاوضات دون شروط مسبقة،. وبعد ذلك على ماذا تريدون التفاوض؟ حتماً على تسليم السلطة لكم ولأسيادكم. ومن ردات الفعل أخبار عسكرية أن التركي أيضاً عبّر عن سخطه لخسارة المسلحين شمال حلب، ببدء الحشود العسكرية على الحدود السورية التركية، تحضيراً لعدوان سافر على الأرض والسيادة السورية. وهذا ما كان يهدد به الجبير والتركي، بأن قلب النظام سيتحقق بالحل العسكري إذا لم يتحقق سلمياً إبعاد الأسد وضرب الكيان السوري… وبالله عليكم هل بهذا النهج يجري العمل للقضاء على الإرهاب؟؟؟ أو أن أردوغان أطلقها قبل البدء باجتماعات ميونيخ للدول الداعمة للاجئين السوريين، ليتمكن من استفزاز أوربا وابتزازها، وتهديدها بقضية اللاجئين للحصول على 3 مليارات يورو ثانية من الاتحاد الأوربي مستغلاً الوضع القائم، لتبقى أوربا تحت رحمة السلطان العثماني؟

العدد 1105 - 01/5/2024