أحبّ سوريا حباً طاغياً

 اختطف الموت صبيحة يوم الأحد واحداً من أصحاب الأقلام الوطنية السورية الذي قضى عمره صديقاً للقلم، وللحوار، ونصيراً للفقراء من الناس.

كان الرفيق باسم عبدو، الذي غاب بجسده إلى الأبد، شيوعياً محباً لحزبه، مخلصاً لسياسته، ملتزماً بها، ولم يثنه ذلك عن حبه الكبير لعائلته ومتابعة شؤونها، فكان يعتبر أن تماسك العائلة أساس لتماسك المجتمع، وتماسك المجتمع عنصر أساسي لقوة الوطن ووحدته وسلامته. أينما حل في المنظمات الشعبية، كان يمثل الحزب خير تمثيل، وكان تجديد انتخابه في اتحاد الكتاب العرب مثالاً حياً على ذلك. كان صديقه الحميم هو الكتاب والنشر والتأليف والثقافة عموماً.

هزّته الأزمة العميقة التي تمر بها سورية، وأحزنته كثيراً، فكتب عنها الكثير، ورغم أنه كان يعتقد حتى اللحظات الأخيرة أن (السيف أصدق أنباء من الكتب)، إلا أنه كان للكلمة قدسية خاصة لديه.. كان يعتقد أن سلاح الكلمة وسلاح الموقف، أشدّ تأثيراً وفاعلية من البندقية..

أحب سورية حباً طاغياً، وكان يلخص في هذا الحب زبدة تفكيره الماركسي اللينيني، وتوقه إلى الاشتراكية، ولم ينجرّ إلى بعض الدعوات التي نعت هذا الفكر، وأصر على أن التطوير في هذا الفكر إنما ينبع ويأتي من داخله.

باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، أنعى إليكم وفاة الرفيق باسم عبدو، عضو المكتب السياسي لحزبنا، بشكل مفاجئ صباح يوم الأحد الواقع في 29/11/،2015 وأقدّم أحر التعازي لعائلته الكريمة، ولكل منظماتنا الحزبية وأعضاء الحزب في المحافظات السورية وفي الخارج.. وأقول لجماهير الكادحين: إنكم خسرتم مناضلاً قضى عمره يدافع عن مصالحكم، ولكن رفاقك في الحزب سيواصلون مسيرتك.. كما أقول للمثقفين والكتّاب عموماً، إن نضال الرفيق باسم من أجل ترسيخ وعي تقدمي متحرر وعلماني مضاد للظلام والفكر التكفيري، هو نضال مستمر، وعلينا نحن وأنتم يقع عبء الاستمرار به.

صحيح أنك غبت أيها الرفيق الراحل باسم، ولكن بجسدك فقط، أما بروحك فأنت معنا وستظل كذلك.

العدد 1105 - 01/5/2024