مات عمر قشّاش

 يقتضي الواجب الإنساني أن نقول فيمن قضى عمره وهو يناضل، بضع كلمات تنبع من القلب. إنه عمر قشّاش الذي اجتمع على حبه الشيوعيون على مختلف فئاتهم، والنقابيون، وبائعو الأرصفة الذين عمل معهم وبينهم لكسب العيش.

قد تختلف معه في العديد من القضايا، وهذا ما حصل فعلاً، ولكنك لا تستطيع إلا أن تحب روحه الحوارية وسعة صبره، وإيمانه الصوفي بالقضية التي يناضل من أجلها، وتفاؤله الدائم بالحياة، رغم كل صعابها ومشقاتها وثقل همومها عليه.

وتعجب كيف يمكن أن يتحمل إنسان مثل تلك الضائقة المعيشية التي كان يعيشها ولا يتذمر ولا ييأس، ولا يتراجع عن مبدئه.

عمر قشاش مدرسة في الوفاء لمبدئه، وفي احترام محاوره، خصماً كان أم مؤيداً له، ومدرسة في تبنّي قضايا العمال والقضايا الوطنية.

بوفاة عمر قشاش تكون الحركة التقدمية في البلاد قد خسرت أحد أهم المناضلين المخلصين لها، لكنه سيظل رمزاً لا ينسى.

الفقيد في سطور

من مواليد حلب 1926

تعلم القراءة والكتابة وعمليات الكتابة والحساب في الكتّاب، عند الشيخ محمود سفريني/ ولم يستطع متابعة دراسته لأسباب مادية.

انتسب إلى الحزب الشيوعي السوري عام …1951

أوفده الحزب للدراسة عام 1965 في معهد العلوم الاجتماعية بموسكو.

شغل مناصب قيادية في الحركة النقابية والحزبية، آخرها عضو في المكتب السياسي.

تزوج من السيدة فاطمة مير علي، وله منها أربعة شباب وثلاث بنات.

وتزوج كذلك بعد وفاة زوجته من السيدة مهتندة عيزوق من مدينة سلمية، وعاش أواخر عمره في مدينة سلمية التي احتضنته وخصته بالرعاية والتكريم.

العدد 1105 - 01/5/2024