موجة غلاء حارقة بلهيب صيف قادم

 يدخل الصيف معلناً حربه الطقسية بارتفاع جنوني للحرارة التي لا ترحم حتى الحجارة التي أصابها شلل دماغي، كحال المواطن السوري الكادح المحترق بين حرب الصيف والنار الهستيرية لأسعار السوق التي جعلت لقمة عيشه تحت القاع بدرجات، وقد أشعلتها حكومة غادرت كراسيها بقنبلة هيدروجينية فجرتها بقرار رفع سعر المحروقات الذي جعل السوق يغلي بموجة غلاء جديدة بدأت تفرض سطوتها على كل شيء بدءاً من المواد الغذائية لتنتهي بتعرفة وسائط النقل،  ولكن السؤال الذي يطرح هنا حول أحاديث الغلاء الجديد الذي سيشعل السوق بعد عيد الفطر: هل سيكون هناك انتشار لوباء مجاعات إفريقيا في مجتمعنا السوري؟؟؟ صحيفة (النور) واكبت السوق وأسعاره التي ترتفع بين ليلة وضحاها دون رقيب أو مراقب مجرية تحقيقها حول الغلاء الذي قصم ظهر المواطن نصفين، وأحرق معيشته بيوميات الحرب المتعددة الجوانب.

89% تحت خط الفقر ولن نشهد أي احتجاج شعبي علني!

هكذا صرح د. عمار يوسف لـ(النور).

أسئلة كثيرة تطرح: ماذا ينتظر المواطن الكادح في ظل هذه الموجة الشديدة لارتفاع الأسعار؟؟؟ هل سيكون هناك منعكسات سلبية لذلك؟؟ توجهت صحيفة (النور) بأسئلتها للباحث الاقتصادي الدكتور عمار يوسف متسائلة في البداية عن انعكاس الارتفاع الشديد للأسعار الذي تشهده الأسواق السورية على حياة المواطنين؟؟ فقال : زادت الأسعار بمعدلات غير مسبوقة، ووصلت الارتفاعات في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن 70%. واتجه غالبية الباقين فوق خط الفقر المدقع إلى ما دونه، مع ملاحظة أنه قبل ارتفاع حوامل الطاقة بلغت نسبة من هم تحت خط الفقر المدقع من المواطنين السوريين نسبة 89% وهذا هو المنعكس الأساسي لارتفاع الأسعار. ورداً على سؤال آخر: هل نحن أمام موجة غلاء جديدة بعد عيد الفطر؟؟ قال الدكتور عمار : مما لاشك فيه أن متوالية زيادة الأسعار مازالت مستمرة وعلى مدى الأيام القادمة، لكن المنعكس الأكبر سيكون في ارتفاع الأسعار قبل يومين من عيد الفطر، ثم يزيد هذا الارتفاع بعد مرور العيد وسيشهد السوق السوري ارتفاعاً غير مسبوق خاصة فيما يتعلق بالمواد الغذائية والحاجات المعيشية للمواطن.

* برأيك دكتور، هل سنشهد احتجاجاً شعبياً، إذا استمر الخنق الحكومي لمعيشة المواطن؟؟

** هذا أمر غير متوقع، قد يكون احتجاجاً غير ملموس أو فيما بين المواطنين، ولكن من المستبعد تماماً أن يتحول إلى احتجاج علني أو تحرك شعبي لعدة ظروف وأسباب.

وفي نهاية حديثنا مع الدكتور عمار توجهنا له بسؤال عما إذا كان هناك مقترح علاج لموجة الغلاء الشديدة؟؟ فقال : العلاج هو العودة إلى اقتصاديات الثمانينيات، وعودة الدور الأبوي للدولة، وسيطرتها على أسعار المواد الاستراتيجية أي قوت المواطنين وحاجياته اليومية من خلال التشدد في القوانين المتعلقة بمخالفات التموين وتعزيز دور الدولة في استيراد الحاجات الاستراتيجية والسيطرة على أسواقها. لكن، هل ستتدارك الحكومة الجديدة أخطاء الحكومة التي سبقتها؟؟

وهل ستعمل على إيجاد الحلول والقبول بالمقترحات التي تطرح من قبل المختصين وعبر الصحافة؟؟ أسئلة نطرحهـا عبر صحيفة (النور) لعّلها تلقى آذانـاً مصغية قبل وقوع كارثة كبرى سببها موجات الغلاء الحارة لصيف حكومي قادم.

الأسعار.. أرقام قياسية!

 شهدت المنتجات الحيوانية من ألبان واجبان ارتفاعاً كبيراً جداً خلال الأيام الماضية، وخصوصاً بعد القرار الحكومي برفع أسعار المشتقات النفطية، وبسؤالنا لأحد الباعة عن الفوارق الكبيرة في التسعير قال لنا : لقد ارتفع كل شيء وخصوصاً المواد المصنعة، من الغاز إلى أجور النقل وغيره لذلك ارتفعت الأسعار بسبب ارتفاع التكلفة. ولم تكن الألبان والأجبان وحدها في بورصة الأسعار الجديدة، فقد شهد البيض ارتفاعاً جديداً وتجاوز سعر البيضة الواحدة 45 ليرة سورية ،ليترأس الفروج الصدارة في قوائم البورصة بارتفاع يومي لسعره، وسجل هذا الأسبوع الكيلو الغرام المذبوح والمنظف 1400 ليرة سورية، والشرحات 2500 ليرة، والفخذ 1400 ليرة سورية، وبسؤالنا للسيد علي.ض (المربي للدواجن) قال لنا : الفروج سوف يصل إلى حدود 2000 ليرة سورية، وذلك لأسباب كثيرة منها ارتفاع أسعار النقل وارتفاع المواد الأولية من علف وأدوية وغيرها، وبالنسبة للطلب فقد خفّ قليلاً عن السابق.

 بورصة أسعار هستيرية لم تشهدها سورية بتاريخها محققة أرقام قياسية في أسعار الدجاج الذي كان وجبة المواطن التي تغنيه عن اللحوم، وهذه لم ترحمها موجة الغلاء فسجلت أرقاماً جديدة بكل رحابة صدر وحرية.

لم تكن المنتجات الحيوانية وحدها في معركة الأسعار وتحطيم الرقم القياسي، فقد شهدت السلع الغذائية الأساسية كالزيت والسمون والسكر ارتفاعاً جديداً، وبقي سوق الخضار التي ينتجها الفلاح السوري يراوح في مكانه بأسعار عادية مقارنةً بأسعار السنة الماضية التي سجلت أسعاراً أعلى للفواكه والخضار ليبقى الثوم سيداً متربعا على القائمة السعرية لبورصة الخضروات والفواكه.

العدد 1107 - 22/5/2024