إلى متى مشكلة النقل بطرطوس؟

لسان حال المواطن الطرطوسي يكاد يقول: إنما للصبر حدود!

فبالرغم من كل النداءات والصرخات التي أطلقناها عبر أكثر من وسيلة إعلامية مسموعة وعبر صفحات جريدة (النور) إلا أننا حتى اليوم لم نلحظ أي إجابة أو معالجة لمشكلة مازالت تؤرق المواطن الذي يقصد طرطوس سواء من الدريكيش أو صافيتا أو الشيخ بدر أو أثناء انتهاء الدوام والعودة من طرطوس، فالمزاجية في عمل السائقين مازالت تتضخم وتأخذ أشكالاً قبيحة جداً تصل إلى حد الضرب بعرض الحائط كل القيم والاخلاق والقوانين.

المشكلة التي طالبنا بحلّها المعنيين في طرطوس، سواء المحافظة عبر عضو المكتب التنفيذي أو عبر قيادة الشرطة أو فرع المرور، كان الجواب دائما يأتينا عبر قذف الكرة من تلك الجهات فيما بينها.

السيدة أم محمد من دريكيش تحدثت إلى جريدة (النور) عن ابتزاز السائقين للركاب واستغلال قلة السرافيس، فالشيء المعيب وجود بعض السرافيس أحياناً في الكراج أو أمام مدخل الكراج ولكن السائقين يتمنعون عن نقل الركاب بحجج وذرائع واهية، تارة بذريعة المازوت، وتارة بذريعة عقود مع دوائر أخرى وليس لدينا أي جهة قد تساعد في إنصافنا.

الأستاذ عيسى تحدث عن استغلال أوقات الذروة صباحاً أو عند الثالثة بعد الظهر، فيعمد أصحاب السرافيس إلى تبادل الخطوط بأسعار مضاعفة، فنجد سرافيس صافيتا تقوم بـ (تطبيق) الركاب إلى الدريكيش والعكس صحيح ولا يوجد لدينا أي جهة يمكن أن تنصفنا وتعطينا حقنا وتضع حداً لهذه الفوضى والمهزلة التي يحميها بعض سماسرة الكراج.

الشابة مها من الشيخ بدر (تعمل في شركة خاصة)، تحدثت عن المرارة التي تعانيها كل يوم أثناء وصولها إلى الكراج حوالي الرابعة والنصف ولا تجد أي سرفيس ينقلها إلى الشيخ بدر فتجد نفسها مضطرة لاستئجار تكسي أو سرفيس، مع بعض الركاب الموجودين وتضيف بأن نصف الراتب أو أكثر أحيانا ننفقه أجور نقل، وتتساءل بكثير من الغصة عن دور الجهات المعنية علماً أنها أضافت إن الكراج في هذا التوقيت يكون شبه فارغ الا من بعض مستغلي الفوضى. وتتساءل عن السبب في عدم وجود سرافيس مناوبة على الخطوط.

في اتصالي مع قائد الشرطة أكد لي أن هناك مفرزة للشرطة في كراجات الانطلاق، وأن هذه المفرزة هي المسؤولة عن تنظيم حركة السرافيس في الكراج، وما على المواطن إلا مراجعة هذه المفرزة وتقديم شكوى في حال وجودها.

وكنا سابقاً قد طالبنا عبر جريدة (النور) بعد الحديث إلى عضو المكتب التنفيذي في المحافظة المختص بمسألة خطوط النقل، ويومذاك وبعد جهد جهيد جرى تسيير باصات نقل داخلي صباحاً، وعند الساعة الثالثة إلا أن هذه المعالجة على الرغم من أنها لا تلبي الحاجة بدأت تضمحل وتضمحل حتى انتهت.

أخيراً

من غير المنطقي ومن غير المقبول أن تبقى هذه الحالة والفوضى والخلل والمزاجية هي السائدة في كراجات الانطلاق بطرطوس دون أي رادع قانوني أو أخلاقي، وأن يبقى الذئب هو الحامي والحارس للقطيع.

فإلى متى سيستمر هذا أيها المعنيون في طرطوس؟!

العدد 1105 - 01/5/2024