بداية التعافي

عندما ترتفع أعلام أكثر من 40 دولة على ساريات معرض دمشق الدولي، فهذا يعني، بجميع المقاييس، انتصار صمود الشعب السوري خلف جيشه الوطني على غزو الإرهاب وعلى الحصار الاقتصادي، وهو مؤشر بالغ الأهمية على قدرة سورية وشعبها على إنهاض اقتصادها الوطني، وبناء مستقبلها.

وحسب اعتقادنا، ينبغي الاستفادة القصوى من ظروف الاستقرار النسبي الذي وفرته نجاحات جيشنا في مواجهة الإرهابيين، والجهود الدولية المبذولة لحل الأزمة السورية عبر الطرق السياسية، وخاصة في المدن الرئيسية، والعمل على مساعدة القطاعات المنتجة للعودة إلى تدوير عجلات الإنتاج، وتوفير فرص العمل، وتقليص المستوردات، ووضع سياسة مشجعة لإقراض الصناعيين والحرفيين بالاتفاق مع المصارف العامة والخاصة، وتسهيل استيراد مستلزمات الإنتاج.

المواطنون السوريون متفائلون باقتراب الانتصار النهائي على غزو الإرهابيين، وهم رغم معاناتهم الشديدة خلال سنوات الأزمة والغزو، واثقون من قدرتهم على إعمار ما خربته أيدي الغزاة، وزراعة الحقول وغرس الأشجار، ضمن خطة حكومية واضحة لإعادة الإعمار.

المطلوب اليوم توافق وطني شامل عبر حوار مفتوح يضم جميع المكونات السياسية الوطنية والاجتماعية، يضع الإطار الصحيح والمناسب لبناء مستقبل بلادنا الديمقراطي المعادي للإرهاب، ولأي فكر إقصائي آخر، ويفتح الآفاق للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمتوازنة، التي تنهض اقتصادنا الوطني وقطاعاته المنتجة، وتنمي المناطق المتخلفة، وتبني الإنسان السوري الجديد.

العدد 1105 - 01/5/2024