المستثمرون يجنون الملايين.. والنقل العام يتفرج!

إلى متى يا حكومة؟!

إلى متى تمطرين المواطنين بالوعود، وخاصة في القضايا التي تمس جوهر وضعهم المعيشي والخدمي؟ هل شاهد وزير من الحكومة كيف يتراكض الناس على ضفة نهر بردى لاستقبال (الميكروباص) قبل أن يصل إلى الموقف المخصص له؟ وهل رأى مئات المواطنين المحروقين بشمس تموز، على كلٍّ من المواقف الرئيسية للباصات والسرافيس، وهم ينتظرون ويترقبون من يقلّهم، في جميع أنحاء المدينة؟ هل كتب على المواطن السوري أن يبقى خاضعاً لمزاجية سائقي الميكروباصات وجشعهم؟

أين النقل العام يا حكومتنا الموقرة؟

لماذا لا تُدعم جميع الخطوط في أوقات الذروة بحافلات كبيرة لنسهل على مواطننا تنقلاته ضمن المدينة، خاصة في مدينة دمشق، التي تضم إضافة إلى قاطنيها مئات الألوف من المهجرين قسراً من باقي المدن والمحافظات؟ هل أصبح حل معضلة التنقل في المدن مستحيلاً؟ أم أن إشراك المستثمرين في العمل على خطوط المدن قد جلب شعور الرضا عن النفس إلى مسؤولينا في الحكومة، فأحالوا مؤسسة النقل العام إلى التقاعد المبكر بعد عقود من خدمة الوطن والمواطن؟

نريد إجابات واضحة من وزارة النقل، لا وعوداً، فالمواطن السوري الذي تحمّل ظروف الحصار وعانى من جرائم الإرهاب، ووقف صامداً خلف جيشه الوطني في مواجهة الغزو الإرهابي، يستحق، بدلاً من (تطنيش) المسؤولين وتصريحاتهم الإعلامية، اهتماماً أكبر بمعالجة أوضاعه المعيشية والخدمية معالجةً حقيقية ملموسة.

المستثمرون وأصحاب الميكروباصات يتحكمون بمنظومة النقل داخل المدن، ويجنون الملايين مقابل خدمات سيئة، مزاجية، مخالفة للتسعيرة التي تفرضها الحكومة.

أما وزارة النقل، ومؤسسة النقل الداخلي، فيبدو أن لسان حالهما: (حايد عن ظهري)!

العدد 1105 - 01/5/2024