الجعفري: الحكومة السورية أبدت جدية والتزاماً بمساري أستانا وجنيف

الجعفري: الحكومة السورية أبدت جدية والتزاماً بمساري أستانا وجنيف

نيبينزيا : من غير المقبول الادعاء بأن إقامة مناطق خفض التوتر وراءها خطط لتقسيم سورية

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن الحكومة السورية أبدت جدية والتزاماً بمساري أستانا وجنيف، وأضاف الجعفري: (استمعت باهتمام إلى إحاطة المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا، وأشير هنا إلى أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، أكد قبل أيام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن سياسة الدولة السورية قامت منذ بداية الحرب الإرهابية المفروضة عليها، على ركيزتين أساسيتين، هما محاربة الإرهاب والعمل الجاد والمتواصل بهدف إيجاد حل سياسي، يوقف النزيف ويعيد الاستقرار، والاستمرار في إنجاز المصالحات الوطنية التي أثبتت نجاحها ومكنت عشرات الآلاف من النازحين واللاجئين من العودة إلى مناطقهم، وأسهمت بشكل كبير في تحسين ظروف معيشة أعداد كبيرة من السوريين الذين عانوا ما عانوه من جرائم الإرهاب).

وقال إن: (بلادي تنظر بإيجابية إلى مسار أستانا، وما نجم عنه من تحديد مناطق تخفيف التوتر، أملا بالتوصل إلى وقف فعلي للأعمال القتالية، وفصل للمجموعات الإرهابية كداعش والنصرة وغيرهما، عن تلك المجموعات التي وافقت على الدخول في مسار أستانا)، مشيراً إلى أن هذا الأمر ينسجم مع قرارات مجلس الأمن، وفي السياق نفسه فإن الحكومة السورية تجدد التزامها بعملية جنيف، والسعي بالدفع بها قدماً نحو الأمام، فقد شارك وفد الجمهورية العربية السورية بكل جولات المحادثات بشكل جدي ومسؤول و: (أجرينا مؤخراً جولة مفيدة مع المبعوث الخاص وفريقه، جرى التركيز فيها على موضوعين رئيسيين هما مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين).

وقال الجعفري: (إن حكومة بلادي تؤكد على الاستمرار في محاربة الإرهاب الدولي بلا هوادة، على كامل أراضي الجمهورية العربية السورية، مشددة على موقفها الثابت والمتمثل بأن حل الأزمة في سورية هو حل سياسي، أساسه الحوار السوري السوري بقيادة سورية، دون تدخل خارجي ودون شروط مسبقة).

وفي مداخلة رداً على المندوبة الامريكية قال الجعفري: (هناك وثائق بقيت سرية يتم تبادلها بين وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، والسفير الأمريكي في دمشق منذ عام 2006، فيها مخطط لتغيير الحكومة في سورية، إضافة إلى مذكرات هيلاري كلينتون، التي اعترفت فيها بأن الادارة الأمريكية هي التي خلقت داعش والنصرة والقاعدة، وعشرات الكتب التي تم تأليفها داخل الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوربا، وكلها تحدثت عن التلاعب بالإرهاب السياسي الإسلاموي تحديداً، من أجل تقويض الحكومات في منطقتنا العربية والشرق أوسطية).

وتساءل الجعفري: (هل هناك من ينسى ماذا حدث في العراق؟ هل يمكن أن ننسى فضيحة غزو العراق، وما أدى ذلك إلى مصائب في منطقتنا وفي العراق؟ ومن الذي دعا دخول ما يسمى قوات التحالف الدولي دخول بلادي؟ وماذا تفعل القوات الأمريكية العسكرية فوق أجزاء من تراب وطننا سورية؟ هل هناك تبرير لذلك؟ كيف يتم انتهاك سيادة بلادي عسكرياً في عدة مناطق في مخالفة فظيعة وفجة وفظة، للقانون الدولي؟ وماذا تفعل القوات الأمريكية فوق أرض بلادي؟ ومن الذي دعا هذه القوات إلى الحضور؟! ولماذا أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية أو البنتاغون غرفة عمليات موك في عمان في الأردن، منذ بداية الأزمة، أليس لتدريب الإرهابيين وإرسالهم عبر الحدود إلى سورية؟ وهل ننسى أن الإدارة الأمريكية السابقة صرفت 500 مليون دولار على تدريب 39 إرهابياً انتهى الأمر بهم للانضمام إلى جبهة النصرة وداعش مع أسلحتهم الامريكية؟!).

وتابع الجعفري: (من الذي ضرب موقع الجيش السوري في جبل الثردة في دير الزور في أيلول 2016 أي قبل سنة تماماً؟ وتحدثنا عن هذا الموضوع في المجلس، أليس الطيران الأمريكي هو الذي قصف موقع الجيش العربي السوري المرابط في دير الزور والذي كان يحمي 300 الف مدني هناك من داعش؟)، مشيراً إلى أن هذا القصف مكن داعش من السيطرة على الموقع وقصف مدينة دير الزور على مدار سنة بكاملها، وتكرر الأمر مؤخراً في الـ من21 هذا الشهر وقد أعلنت وزارة الدفاع السورية ووزارة الدفاع الروسية أن مدينة دير الزور ستتحرر من داعش في غضون أسبوع، وكان جيشنا على أبواب مدينة دير الزور وقضى الطيران الروسي والسوري على 850 إرهابياً من داعش تم قتلهم في دير الزور.

 

وأضاف الجعفري: (انسحب الإرهابيون واستعاد الجيش السوري مدينة دير الزور والمواقع المحيطة بها)، مشيراً إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ،أوقف بعد ذلك عملياته في الرقة، التي هي معقل داعش، وزج بما يسمى قوات سورية الديمقراطية، التي يدعمها في دير الزور التي كان جيشنا يحررها وكأن الأمريكان يسابقون الجيش السوري للوصول إلى دير الزور، بدلاً من محاربة داعش في معقله الرئيسي الرقة، لافتاً إلى الصور الجوية التي التقطها الروس بالأقمار الصناعية وتظهر وحدات أمريكية مع داعش يتناوبون ويتبادلون المواقع من دون قتال، وطائرات مروحية تنقل قيادات من داعش إلى مكان ما.

وقال الجعفري إن: (السلوك الأمريكي الأوربي تجاه ما يجري في سورية، يخالف كل القرارات الدولية حول سورية، ويجب على الحكومة الأمريكية أن تعرف أننا دولة ذات سيادة، ونحن لا نريد محاربتها، ولكن عليها تغيير سياستها الخاطئة).

وطالب الجعفري برفع الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية، كي يتمكن اللاجئون السوريون من العودة معززين مكرمين إلى بلادهم، مشيراً إلى أن الحل السياسي ينبغي أن يقوم على مساعدة الحكومة السورية لا العمل ضدها، واستغلال العامل الإنساني وسيلة للضغط عليها.

من جانبه دعا فاسيلي نيبينزيا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى رفع الاجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، وقال: (إن هذه الإجراءات هي عقاب جماعي للشعب السوري ويجب أن ينتهي فوراً).

كما دعا نيبينزيا الأمم المتحدة غلى تعزيز المساعدات الإنسانية إلى سورية و: (ألا تتأثر بالذين يتاجرون بالاحتياجات الإنسانية التي تخدم بعض الأجندات الشخصية والخاصة)، مشيراً إلى أن هناك بعض العواصم لا تزال تربط المساعدات الإنسانية بالعملية السياسية.

وأكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة ان المساعدات التي تذهب إلى مناطق انتشار الإرهابيين، غالباً ما تقع في أيديهم، حيث يقومون بالمتاجرة بها كورقة ضغط على المدنيين، بينما يتلقى ممثلو الهلال الأحمر العربي السوري تهديدات بعدم التدخل في مسألة التوزيع، وللأسف لا يكون ممثلو الأمم المتحدة في أغلب الأحوال على دراية بمتلقي المساعدات الإنسانية، وهذا غير مقبول).

وفي سياق آخر شدد نيبينزيا على الطابع المؤقت لمناطق تخفيف التوتر في سورية وقال: (من غير المقبول الادعاء بأن إقامة مناطق خفض التوتر وراءها خطط لتقسيم سورية أو تفتيتها، لذلك نؤكد الطبيعة المؤقتة لهذه المناطق)، لافتاً إلى أن روسيا تعتبر أن: (هدف تلك المزاعم نزع المصداقية عن عملية أستانا).

وأضاف نيبينزيا أن اجتماع أستانا 6 الذي اختتم في الـ 15 من أيلول الجاري كان خطوة إيجابية بالنسبة للدول الضامنة لتعزيز نظام وقف الأعمال القتالية وإرساء الاستقرار في سورية مشيراً إلى انخفاض مستوى العنف في مناطق تخفيف التوتر، وإلى أن عملية أستانا قدمت دفعا للمحادثات السورية في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة وأعطت زخماً لها.

واعتبر نيبينزيا أن إطلاق: ( محادثات مباشرة )، بين الأطراف المعنية يعتمد على قدرة المعارضة على التوحد، وتخليها عن مواقفها المتشددة، واعتماد الحوار البناء وقال:  ( نأمل نجاح الجولة القادمة في جنيف التي ستعقد نهاية تشرين الأول القادم).

وأشار نيبينزيا إلى تقلص المناطق التي ينتشر فيها تنظيم داعش الإرهابي، حيث تواصل القوات الجوية الروسية دعمها للحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، مؤكداً أن التعاون الصادق دون أجندات خفية يتيح القضاء على البؤر الإرهابية في سورية، ولافتاً في هذا السياق إلى: (وجود محاولات لعرقلة ملاحقة الإرهابيين في محيط دير الزور التي فك الجيش العربي السوري حصار إرهابيي داعش عنها).

العدد 1105 - 01/5/2024