«صيف العرب شباط»

هكذا قال أهل الأمثال في شباط، وقالوا أيضاً: (ما على كلامه رباط)، و(بشبّط وبلبّط وريحة الصيف فيه). وحسب التقويم الذي يتبعه الفلاحون، تبدأ منذ الأول من شباط خمسينية الشتاء وتنتهي في 23 آذار بداية فصل الربيع، وتقسم هذه الفترة إلى أربعة سعودات، وكل سعد مدته 12يوماً ونصف يوم، وهي: سعد الذابح، وسعد بلع، وسعد السعود، وسعد الخبايا، ولكل سعد قصصه وأمثاله وحكاياه.

مر سعد الذابح هذا العام بسلام دون برد وأمطار وثلوج، وبقيت الأبواب مفتوحة والكلاب تنبح على عكس المثل(في شباط لا باب انفتح، ولا كلب نبح)، ولم يضطرّ سعد لذبح ناقته ليختبئ بداخلها كي لا يهلك في العاصفة. لم تنخفض درجات الحرارة عندنا بل كانت أعلى من معدلاتها كما في السنوات السابقة، إذ وصلت إلى نحو 24 درجة مئوية، الأمر الذي أدى إلى تبرعم أزهار الأشجار وتفتحها قبل أوانها، وهذا ما يثير مخاوف الفلاحين من موجات صقيع قادمة تحول أشجارهم  إلى حطام وتذهب مواسمهم مع صقيع هذا العام، إذ تبقى المزروعات والمحاصيل الزراعية معرضة للصقيع في بلادنا حتى نهاية شهر نيسان، و(عقارب نيسان) معروفة بلسعاتها الباردة.

 مخاوف الناس كبيرة أيضاً على المياه وانخفاض منسوبها، إذا لم تهطل الأمطار والثلوج في هذا الموسم الشتوي، فإلى الآن كميات الأمطار أدنى من المعدل السنوي بكثير، الأمر الذي يخلق أزمات ومشاكل على مياه الشرب في الصيف في أغلب المدن والبلدان، مما يحمل الناس تكاليف إضافية أثمان مياه، وهذا (يزيد الطين بلٌة).

طبعاً لا يمكن الحديث عن شهر شباط دون التذكير بمناسبة عيد الحب في الـ14 من شباط، هذه المناسبة العزيزة على قلوب كل العشاق والمحبين. نهنئ الجميع بهذه المناسبة ونقول لأصحاب الدخل المحدود، الذين يعانون الاكتئاب بسب الفقر وقلة الدخل ولا يستطيعون شراء وردة حمراء، إذ ترتفع أسعار الورود عادة بهذه المناسبة، ولا يستطيعون قول الكلام المعسول أو نظم الشعر ولا كتابة القصائد لإهدائها إلى الحبيبة، إن عليهم التأمل، فقد كشفت إحدى الدراسات الطبية أن التأمل لساعات طويلة يعالج كثيراً من الأمراض مثل ضغط الدم والتوتر الشرياني والاضطرابات النفسية وغيرها، وهو وصفة طبية مجانية بعد تصاعد أجور الأطباء، وبذلك يستغنون عن الأدوية باهظة الثمن، وينسون أحزانهم وبؤسهم في هذا اليوم الشباطي الحميم…

 فتأمّلوا يا رعاكم الله!

العدد 1104 - 24/4/2024