لكي تعرفوا قصة القمح السوري

هل لعبت على أرض البيدر في قريتك  عندما كنت صغيراً؟ هناك تشم رائحة من أطيب روائح العالم على الإطلاق، هي رائحة القمح، رائحة الخصب عندما يزيّن هذا الكوكب من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب.

يقول السوري، وهو يرنو إلى الحقول التي اشتعلت بلونها الأصفر الذهبي الذي تصنعه السنابل الأزلية المكتنزة بحبات القمح الحنطية: أنا لعبت على بيادر قمح بلادي! وأعرفها جيداً.

السوري يلعب على بيدر القمح، ويعرف معنى وجود القمح في بلادنا.. فالقمح السوري يشعل الأرض السورية في كل الجهات بالخصب والحياة، يتجمع الكبار والصغار لحصاده، ثم يصبح طحيناً، ثم يصبح عجيناً، ثم يصبح خبزاً، وفي الخبز حصانة أمة.

كانت سورية على مرّ التاريخ خزان العالم بالقمح، وقد أسس ذلك لتكون واحدة من أهم مناطق العالم التي يسعى الطامعون للاستيلاء عليها. لكن أحداً لم يستطع إذلالها، وظلت  وستظل سورية تمد العالم بقمح لامثيل له، وستظل تحصن هذا القمح بقوة أهله!

ولكي تعرف قصة القمح السوري عليك أن تعرف قصة الزيتون..  والزيتون يتوزع في اللاذقية وطرطوس والسويداء وإدلب، ومنه الأسود والأخضر والسلقيني والمكلّس.. ومن زيتون سورية يسافر الزيت الطيب إلى كل العالم ذهبياً نقياً يتلون بلون الزيتون الذي عصر منه.

ولكي تعرف قصة الزيتون عليك أن تعرف قصة العنب.. والعنب زهرة الكروم الأزلية منذ فجر التاريخ حتى نهاية التاريخ، وهو موجود في السويداء وريف دمشق.. موجود في كثير من أماكن سورية.. ومنه الأبيض والأحمر والزيني والجبلي.

ولكي تعرف قصة العنب السوري عليك أن تعرف قصة البرتقال والليمون.. البرتقال والليمون يزين بساتين اللاذقية وطرطوس، وثمة أشجار خالدة للبرتقال اليافاوي وللكباد في دمشق، وهي واحدة من أجمل رموز المدينة الخالدة.

ولكي تعرف قصة البرتقال السوري، عليك أن تعرف قصة التفاح والكرز والمشمش.. ولكي تعرف قصة التفاح والكرز والمشمش السوري عليك أن تعرف قصة كل شجرة من أشجار سورية.. ولكي تعرف قصة الشجر السوري عليك أن تعرف قصة الماء في سورية، فمياه دمشق أطيب مياه العالم، ومياه بردى أعذب مياه الأرض، ومياه نهر السن والفرات والعاصي والكبير الشمالي والخابور وغيرها وغيرها.. هي أطهر مياه الأرض.. ولكي تعرف قصة المياه في سورية، عليك أن تعرف الإنسان السوري؟!

فهل تعرف قصة الانسان السوري؟!

يا ألله.. عليك أن تعرف قصة العالم!

العدد 1105 - 01/5/2024