المدينة عندما تتزين لعشاقها!

هل تعرفونها؟!

اسمها دمشق.. أربعة حروف من ورد وماء وشجر وجمال.

عروس مدن التاريخ، تلك الجميلة التي لاتخاف، على أبوابها رسمت قرنفل جمالها، وياسمين اسمها، وأشجار غوطتها.. بالتأكيد تعرفونها، فهي عروس العواصم في مهرجان السلام الذي ترعاه السماء!

في كل فجر..

أهمس في أذن دمشق كلمتين: لا أستطيع أن أقول أكثر، لأنها تسحرني.

شاهدوها عند الفجر، إنها تتزين لعشاقها، فتبدو متوردة الخدين، طافحة الوجه بالأمل والثقة بالنفس، لذلك يحبها العالم، ويكتب عنها الشعراء، ويغني لها المغنون، ويصلي لها المصلون.

من يطرق بابها بعنف ليفزع أهلها؟! من؟!

اسألوه.. فأهلها لايفزعون.. اسألوه صراحة: ألم تشعر أنت بالخوف؟!

تتجه دمشق عند الأزمات إلى غيماتها الجميلات.. تهمس تراتيل صلاتها لله الذي يحميها، تقول له:

– أنت يارب. تعرفهم.. هؤلاء الذين أغضبوك في كل الأزمان.. هؤلاء يريدون إحراق وجهي الجميل، يريدون نزع الأشجار من غوطتي، وتلويث مياه بردى.. هؤلاء يارب.. وحوش الغاب.. اقهرهم.. والعنهم.

تهمس الشام لزرقة السماء في دعائها الأبدي:

– بين يديك أيها الله أكون.

وعلى طريق الإيمان تجمع المدينة المقدسة كل الأسماء.. فهاهم أولاء الأنبياء والرسل والقديسون والأولياء والدراويش يحتشدون في شوارعها يبتهلون إلى الله، وأنتَ يا ألله تعرف جيداً أهل الشام الطيبين.. أهل الكرم والمحبة والسلام.

تكبر المدينة مع الأمل الكبير الذي يزين مآذن المساجد الكثيرة، ونواقيس الكنائس العديدة.. تكبر دمشق مع كبرياء السنين الطويلة، وتعلن:

أيها المعتدون!

أيها القادمون لإحراق نسغ الشجر الطالع على أرضي..

أيها الواهمون..

أنا مدينة السلام.. والمياه العذبة..

لايجرؤ الغزاة على النيل مني!

هل سمعتم نداء السنين للسلام؟!

اسمعوا أصوات المآذن والنواقيس.. تسمعون صدى رحمة الله عندما تعم الشام، وتحميها من كل ضيم!

 

العدد 1105 - 01/5/2024