توجه أمريكي لإشعال المنطقة

كتب- بشار المنيّر:

لم تتوافق معطيات الصمود السوري والعراقي في مواجهة غزو الإرهابيين في كلا البلدين مع المساعي الأمريكية لخلق شرق أوسط جديد خاضع لهيمنة الصهيونية، فقد أدى هذا الصمود الذي أبداه الشعبان والجيشان إلى تطهير العراق وسورية من إرهابيي داعش، ولن يمر وقت طويل حسب اعتقادنا حتى يتحقق القضاء على جميع التشكيلات الإرهابية في سورية وفي مقدمتها جبهة النصرة.

من يستذكر تعويل الأمريكيين على هؤلاء الإرهابيين، والدعم المالي والعسكري الذي قدمه لهم التحالف الدولي المعادي لسورية، يدرك حجم الخذلان الذي أصاب الإدارة الأمريكية بعد هزيمة الإرهابيين في العراق، والنجاحات التي يحرزها جيش سورية  الوطني في ملاحقة الإرهابيين في جميع المناطق السورية.

وهذا ما دفع الإدارة الأمريكية إلى اللجوء إلى الطرق البديلة المعدة مسبقاً لتوتير الأوضاع في المنطقة من جديد، فكان الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وكانت التهويلات بالخطر الإيراني المزعوم، ثم مغامرتهم العسكرية في سورية المتمثلة بتشكيل جيش سوري من (معتدليهم) وبقايا الفلول الداعشية المهزومة، بهدف استمرار استنزاف سورية وعرقلة أي حل سلمي يؤدي إلى نهاية الأزمة وفق خيارات الشعب السوري الطامح إلى الحفاظ على وحدة بلاده أرضاً وشعباً، وسيادتها ومستقبلها الديمقراطي.. العلماني.

الاستهانة بالتصعيد الأمريكي يساوي حسب تقديرنا التهويل بتأثيره على المساعي السلمية، لذلك أكدنا سابقاً ومازلنا نؤكد أن حجر الزاوية في إفشال الخطط الأمريكية الجديدة هو استمرار صمود شعبنا ووقوفه دائماً خلف جيشه الوطني لطرد جميع الإرهابيين من كل شبر من الأرض السورية، والتمسك بوحدة سورية، وتآلف مكوناتها الاجتماعية والدينية والإثنية، والإصرار على توافق السوريين عبر حوارهم الوطني الشامل على اختيار غدهم وقادتهم.

روسيا والعديد من الدول تعول على حوار (سوتشي) مدخلاً لهذا التوافق، الذي ينسجم مع مساعي الحل السلمي، وأيضاً مع جوهر القرار 2254، لكن الأمريكيين وشركاءهم مازالوا يشككون بأي خطوة عملية لا تضع أنصارهم (الائتلافيين) على سدة الحكم في البلاد.

نعتقد جازمين بأن الإعداد الجيد للقاء (سوتشي) وتضمينه لأهم طموحات جماهير الشعب السوري، والاختيار المناسب، والحقيقي، للمتحاورين الذين يمثلون أطياف الشعب، كل ذلك سيجبر الجميع على احترام اللقاء والاعتراف بنتائجه.

السوريون متفائلون، فجيشهم الوطني يطارد بقايا الإرهابيين، ومظاهر التعافي تلوح في الأوضاع الاقتصادية.. والفرح آتٍ.

العدد 1107 - 22/5/2024