رأي الحزب الشيوعي السوري الموحد في التقرير التنظيمي
قدمه الرفيق علم الدين أبو عاصي
(عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد)
الرفيق رئيس الجلسة
يجري الحديث في أوساطنا الجبهوية على ضرورة تطوير صيغة عمل الجبهة، فهل استجبنا لهذه الضرورة، بعد ستة وأربعين عاماً من تجربتنا الجبهوية؟
لا شك في أن أموراً قد أُنجزت، كتكريس القناعة بضرورة التحالفات، والإقرار بالتعددية السياسية في حياة البلاد ومستقبلها، ولكن يبدو أننا بدأنا نراوح في المكان، في واقع يتغير ويفرض مهام جديدة دوماً.
إنها مسؤوليتنا جميعاً، ولكن القسط الأكبر منها يقع على عاتق رفاقنا في حزب البعث العربي الاشتراكي، وخاصة في تطوير مفهوم التعددية السياسية، وآلية المشاركة الفعلية المعبرة عنها، والتحول عن آلية التفرد في تحمل مسؤوليات إدارة شؤون البلاد، وتحسين آلية التشاور في اختيار الكوادر وتقديم عملها، فهذه المشاركة تقلصت كثيراً على مختلف المستويات بدلاً من أن تتحسن وتتطور. ونعتقد أن بنية تقرير (الواقع التنظيمي) الذي نناقشه الآن، كان يمكن أن يتضمن أموراً مثل:
– ما هي أهم القرارات والتوصيات التي اتخذتها قيادة الجبهة ومؤسساتها؟ وهل تأخذ طريقها للتنفيذ؟ وما هي المعوقات والصعوبات؟ ومن المفيد أن يتناول دراسة التجربة وإظهار الإيجابيات والنجاحات، ونقد السلبيات، مما يعزز مصداقيتها لدى الجماهير ويسهم في تنشيط الحراك السياسي، والالتفاف حول الجبهة ومساندتها.
وأتساءل: لماذا اقتصر هذا العرض المختزل في التقرير على أحزاب الجبهة، من دون حزب البعث؟
وأؤكد أخيراً أننا كلنا أحزاب وطنية وعلمانية ويسارية، وتطمح مستقبلاً لبناء مجتمع ا لعدالة والمجتمع الاشتراكي.
فأي تضييق على عمل أي من القوى المتحالفة تستفيد منه القوى اليمينية والسلفية التي كانت الحاضنة لقوى الإرهاب والحرب على بلدنا، وأن الصراع على الجبهة الفكرية مع الفكر المتخلف سيبقى مفتوحاً بعد الأزمة، ولذلك يجب فتح مجال الإعلام والمنابر الثقافية أكثر لممثلي الفكر العلماني، ويندرج ضمن ذلك دعم صحف أحزاب الجبهة بدل التضييق المادي الذي جرى عليها في السنوات الأخيرة.