قرحة في الدماغ
تشعب الحياة وتعقيد الأمور قد يفرض علينا إعادة بعض الأمور إلى ركائز أساسية تنبثق عنها الفروع الأخرى، أو ربما تكون فكرة التخصيص، لإنجاز المهام بشكل مُتقن وأكثر دقة، فكرة مهمة حين تُطبق بشكل سليم مدروس.
ومن هذا المبدأ اليوم ربما نرى تعدد اللجان والممثلين والتفرعات التي تُنتجها الأيام، ومن ضمن هذه الفروع لجنة شؤون المرأة والطفل، أو ما يندرج تحت مُسمى (الأسرة) وهي محور حديثي، لأن وجودها ومُسمّاها جعلني أشعر بالفخر أننا نسير نحو فكر سليم مدروس ومُمنهج، فرحت أفتش ماذا فَعَلَتْ؟ أو ربما كيف سيكون الغد في ظلّ وجود مثل هذا الوعي؟!
أول ما دار في ذهني أنه وبصراحة أيّ أمل أفكر فيه؟! تأثيرها كغيرها في المطالب والعمل، الكلام كثير وكثير يجلب للمواطن قرحة في الدماغ وعسر هضم لنشر الأخبار أو للبيانات السياسية، أما مشاريع القوانين فهذه وجبة دسمة تحتاج إلى شخص سليم الطبع والعقل يفتك بها بقلب ميت ويخرج منتصراً.
كلام كثير ووجع يزلزل كياني على مجتمعي في أيام تمرُّ فيها حالات لا يمكن السكوت عنها، فتروح إلى القانون نادباً، فتجد أن القانون مازال مشروعاً، مشروع وعندي جلّ الأسئلة: متى وفي أيّ جيل سنلقاه قانوناً حقيقياً؟
ذلك الطفل الشريد الذي يراود طريقي كل يوم يبيع ما تيسر له، لا يعلم شيئاً لا عن اسمه أو مدرسة أو تعليم بحجّة الظروف. الظروف الاستثنائية بحاجة إلى خطة جذرية استثنائية تضرب بحق ولا تترك الأمور على ما تيسر!!
الفكرة أنني لا أشن حرباً وأترك الدنيا بلا رحمة بلا قانون أو أنها مجرد كذبة، لا، فلولا وجود العمل والفكر لما وصلنا إلى هذه النقطة، لكن المقارنة بين الكلام والتخطيط أمام حجم الإنجاز تُصيب الضمير الوطني في فؤاده، ويبدأ بدوامة شك حول الصحيح ومن المُذنِبِ وعند أي شخص ضاع الجوهر؟!