«رؤية الحزب» في منظمة دمشق

 لم يكن شيوعيو العاصمة بعيدين عن أجواء النقاشات التي تدور على مستوى منظمات الحزب حول (رؤية الحزب الشيوعي السوري الموحد لمستقبل سورية بعد الأزمة)، فقد عقدوا اجتماعاً مخصصاً لهذه الغاية حضره الأمين العام للحزب الرفيق حنين نمر الذي بدأ حديثه بطرح سؤال مهم: لماذا وضع الحزب هذه الرؤية؟

وما مبرر وضعها الآن؟ ألا نعرف مدى خطورة الوضع؟ وأجاب: إننا في معركة وهناك قوى تتحضر لما بعد الفترة القادمة: التيار الديني المتطرف، التيار الليبرالي المؤمن بالاقتصاد الحر والذي يعتبر الاشتراكية عدوته، والتيار الوطني الذي يريد خروج البلاد من أزمتها.

لقد كان جو الاجتماع حافلاً بالأفكار الهامة والنقاشات الجدية، وأن القضاء على الإرهاب قضية محورية في هذه الفترة، مع تطلعنا إلى دولة علمانية وطنية ديمقراطية تقدمية وأكد كل من شارك في النقاش الأمور التالية:

1- تعزيز التعددية الحزبية مضموناً وروحاً.

2-إرساء مبدأ المواطنة والمساواة بين أطياف المجتمع ومكافحة الفساد والمفسدين.

3 – القضاء على التطرف الديني وتربية جيل وطني يؤمن بأحقية المجتمع عليه.

4 – أهم مطلب حالي لكل السوريين هو بذل أقصى الجهود لوقف الحرب الغاشمة على وطننا الحبيب، ودعم الحل السياسي عبر الحوار بين السوريين أنفسهم.

5- تعزيز دور الإعلام وتعديل قوانينه ليكون إعلاما ديمقراطياً دون التحيز لأي جهة سياسية، وفسح المجال لكل القوى الحزبية والسياسية أن تعبر عن رأيها بكل شفافية ومصداقية.

6 – معالجة الفوضى الداخلية التي وصل إليها المجتمع السوري، مثل تشكيل عصابات الخطف والسرقة والقضاء على ظاهرة (التعفيش) وكل هذه الممارسات التي هي بالأصل بعيدة عن أخلاق الشعب السوري.

7 – التفكير جدياً بمستقبل سورية لإعادة الإعمار والمساهمة بوضع خطط سياسية واقتصادية، بما يلبي طموحات الشعب السوري ويضمن الاستفادة من خبرات أبنائه في جميع الاختصاصات.

وقد رأى المجتمعون أنه حان الوقت للانتهاء من ظاهرة الاعتقال الكيفي، وضرورة الإفراج عن الموقوفين لأسباب سياسية أو تلك المتعلقة بآرائهم وتوجهاتهم الفكرية. وكذلك يجب العمل لإعادة المهجرين وتعويضهم عن ممتلكاتهم المفقودة بسبب الحرب، كما ركز الحاضرون على القضية المعيشية التي تقلق غالبية فئات المجتمع السوري، وإيجاد حلول إسعافية وسريعة لتحسين مستوى الدخل، ووضع سلم متحرك للأجور يتناسب مع الارتفاع الجنوني للأسعار. ولم يغفل الرفاق تأكيد أهمية المصالحات التي تجري في مناطق مختلفة من الجغرافية السورية والتي حولت عدداً لا باس به ممن حملوا السلاح ضد الدولة والوطن، وأعادتهم إلى الصفوف المدافعة عن الدولة والوطن.

ورأى المجتمعون أهمية تحديد ماذا نريد في سورية الجديدة: نظاماً رئاسياً أم برلمانياً أم شكلاً مختلفاً، وطالب الحاضرون بعملية إصلاح للجبهة وتعديل قوانينها، كما رأوا ضرورة الاستغناء عن العبارة الواردة في الورقة (الأقليات القومية) واستخدام عبارة (مكونات الشعب السوري) للتأكيد أن الجميع متساوون تحت سقف الوطن.

وفي نهاية الاجتماع أكد الرفيق رئيس اللجنة المركزية أن الحزب يدعو إلى مؤتمر وطني وعقد اجتماعي جديد بين مختلف مكونات الشعب والسلطة، وهذا العقد يكون من خلال وضع دستور جديد للبلاد ينظم العلاقة بين السلطة والشعب، ولحزبنا مساهمة جدية في هذا المشروع الوطني، وقد أنجزت اللجنة المكلفة بذلك المبادئ الدستورية، وهي مطروحة للنقاش العام بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية على مستوى الوطن.

المكتب الإعلامي في اللجنة المنطقية للحزب الشيوعي السوري الموحد بدمشق

 

العدد 1136 - 18/12/2024